اختتم مؤتمر الإيسيسكو لوزراء التربية الليلة في مدينة تونس العاصمة، أعمال دورته الأولى باعتماد عدد من التقارير والوثائق ذات الصلة بتعزيز العمل التربوي الإسلامي المشترك وتفعيله. وذكر بيان صادر عن المنظمة فى الرباط وحصل مكتب الوكالة بالرباط على نسخه منه أن المؤتمر اعتمد مشروع (بيان تونس حول تفعيل الأدوار التربوية للشباب لترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك)، ودعا الدول الأعضاء إلى الاسترشاد بتوجهات هذا البيان عند إعداد الخطط والبرامج التربوية لفائدة الشباب، بما يعزز أدوارهم التربوية لترسيخ قيم التسامح والمواطنة وحقوق الإنسان، ويقوي لديهم دعائم العيش المشترك، ويعزز مناعتهم ضد أخطار العنف والتطرف والإرهاب. وأشاد المؤتمر بجهود الإيسيسكو وبمبادراتها الملموسة من أجل تعزيز الأدوار التربوية للشباب في تحقيق العيش المشترك ومعالجة القضايا الدولية المعاصرة، ودعاها إلى تكثيف هذه الجهود وتعزيز علاقات التعاون والشراكة مع الدول الأعضاء والمنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة من أجل تعميق الوعي لدى الشباب بالقيم المشتركة بين شباب العالم، وتدعيم أسس التفاهم بينهم. واعتمد المؤتمر (استراتيجية تطوير التربية في العالم الإسلامي) في صيغتها المعدّلة، ودعا الدول الأعضاء إلى الاسترشاد بتوجّهات هذه الاستراتيجية وبأهدافها وغاياتها في وضع السياسات التربوية الوطنية، والاستئناس برؤيتها الاستشرافية لأولويات العمل التربوي المستقبلي في العالم الإسلامي، بما يتيح الاستفادة الأنسب، وفق خصوصيات كل دولة عضو وحاجاتها، من مضامينها ورؤاها، لمواكبة متطلبات الحاضر والمستقبل وتحقيق التنمية الشاملة المنشودة. كما دعا إلى العمل على اتخاذ الإجراءات المناسبة، وسنّ التشريعات ذات الصلة، وتخصيص الموارد المادية والفنية الملائمة، وتوسيع دائرة المشاورات مع الوزارات وقطاعات الإنتاج الأخرى ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالشأن التربوي في الدول الأعضاء، وتوجيه المصالح الوطنية المختصة في مجالات التخطيط والتقييم التربويين، وغيرها من المصالح الفنية، من أجل تفعيل مضامين الاستراتيجية بما يتلاءم مع الاحتياجات والخصوصيات المحلية، والاسترشاد بتوجهاتها لتحقيق الانتقال المنشود في جميع المراحل التعليمية من منظومة التعليم إلى منظومة التعلم، ومن المدرسة التلقينية إلى المدرسة الرقمية الذكية، وتفعيل دور التربية في ترسيخ القيم الإسلامية والإنسانية المشتركة، ورصد هذه الجهود في التقارير الوطنية المرفوعة إلى دورات مؤتمر الإيسيسكو لوزراء التربية، لتعميم الفائدة وتبادل التجارب الناجحة بشأنها. وأوصى المؤتمر بتفعيل علاقات التعاون التربوي وتعزيز الشراكة الإقليمية والدولية في المجال التربوي، وتنويع الاستفادة من فرص الدعم المالي التي تتيحها المؤسسات التمويلية الإقليمية والدولية، والقطاع الخاص، والمؤسسات الأهلية الخيرية العربية والإسلامية، من أجل النهوض بالقطاعات ذات العلاقة بالتنمية الشاملة المستدامة. ودعا المؤتمر إلى دعم الآليات الوطنية المكلفة بمعالجة قضايا التربية والتعليم، كالمجالس الوطنية للتربية والتكوين، أو خلايا التفكير والاستشراف لتطوير المنظومة التربوية، وغيرها من الآليات المسؤولة عن رصد العمل التربوي ومتابعته وتقييمه، وتكليفها بمتابعة تنفيذ مضامين استراتيجية تطوير التربية في العالم الإسلامي. وأشاد المؤتمر بجهود الإيسيسكو من أجل تعزيز العمل التربوي الإسلامي والدولي المشترك وتفعيله لتطوير المنظومات التربوية للدول الأعضاء، ودعا الإيسيسكو إلى متابعة تفعيل مضامين (استراتيجية تطوير التربية في العالم الإسلامي)، باعتبارها وثيقة مرجعية للعمل التربوي الإسلامي المشترك، وإنشاء الآليات المناسبة لتحقيق ذلك، كما دعا المدير العام للإيسيسكو إلى رفع تقرير حول تنفيذ الاستراتيجية إلى الدورة المقبلة للمؤتمر. ودعا المؤتمر إلى الاسترشاد بنتائج المائدة الوزارية المستديرة التي عقد في إطاره لمناقشة موضوع: (المقاربات الاستراتيجية لتطوير التربية وتعزيز دورها في تحقيق التنمية والعيش المشترك)، عند إعداد السياسات التربوية الوطنية،على مستوى التخطيط، والبرامج، والمقررات، وتكوين الأطر، والحكامة، والجودة، وتكافؤ الفرص، والمتابعة والتقييم، والتعاون الإقليمي والدولي. كما دعا إلى عقد موائد مستديرة مماثلة في الدورات المقبلة للمؤتمر، من أجل مناقشة أمهات القضايا ذات الصلة، وما يستجد من تحديات تربوية، واقتراح الحلول لمعالجتها، وتعزيز التعاون والعمل الإسلامي المشترك بشأنها. واعتمد المؤتمر (تقرير المدير العام حول عمل الإيسيسكو التربوي لفائدة الدول الأعضاء والجاليات المسلمة خارج العالم الإسلامي عن الفترة الثلاثية 2013-2015)، وأشاد بالرؤية الاستراتيجية للعمل التربوي للإيسيسكو خلال الفترة الثلاثية 2013-2015، واستناده إلى أولويات مستدامة استهدفت تجويد المنظومات التربوية النظامية وغير النظامية للدول الأعضاء، وبخاصة النهوض بالتعليم قبل المدرسي، وتطوير التعليم التقني والمهني للحد من بطالة الشباب، وتجديد برامج محو أمية الكبار بدمج التكوين على تدبير المشاريع الصغرى المدرة للدخل لفائدة الفتيات والنساء القرويات فيها، وتعزيز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من خلال برامج مراكز الإيسيسكو التربوية المتخصصة، وتوفير التدريب التربوي لأساتذتها وأساتذة مادة التربية الإسلامية، وتحديث مناهج المادتيْن، وتفعيل دور التربية في تحقيق التنمية الشاملة وفي ترسيخ القيم الإنسانية المشتركة، وتشجيع إشراك هيئات المجتمع المدني ومنظماته في هذه المجالات. ورحب المؤتمر بمبادرات الإيسيسكو الرامية إلى إنشاء المزيد من المراكز التربوية الإقليمية المتخصصة، وتأسيس الكراسي الجامعية وتفعيلها، وتخصيص الجوائز السنوية التقديرية في مجالات محو الأمية ولفائدة المربّين، وتوفير المنح الدراسية الجامعية لفائدة الطلاب والطالبات المتفوقين من الدول الأعضاء ومن المسلمين خارج العالم الإسلامي. كما دعا المؤتمر الدول الأعضاء والمؤسسات المتخصصة والجهات المتعاونة والمانحة إلى تقديم المزيد من الدعم لجهود الإيسيسكو في المجالات التربوية ذات الاهتمام المشترك، والعمل على توفير البنى الإجرائية اللازمة والموارد المادية والفنية والبشرية الضرورية لإنجاح هذه الجهود وتحقيق أهدافها المرجوة. واعتمد المؤتمر وثيقة حول (جهود ونتائج إصلاح المنظومة التربوية في الجمهورية التونسية)، وأشاد بمحتواها ومخرجاتها، ودعا الدول الأعضاء إلى الاستئناس بهذه التجربة الرائدة، في سياق التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف. كما أشاد بجهود حكومة الجمهورية التونسية، ممثلة بوزارة التربية، في الإصلاحات الهيكلية الكبرى التي قامت بها لتطوير منظومتها التربوية والتعليمية على المستويات كافة، وتوجيهها العناية اللازمة لتكوين الشباب بما يمكنه من الإسهام الفاعل في جهود التنمية وتحقيق العيش المشترك. وشكر المؤتمر الأسرة التربوية والمنظمات الوطنية والأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني في الجمهورية التونسية والمؤسسات الدولية والإقليمية التي ساهمت بخبراتها ومقترحاتها في إعداد وثيقة إصلاح المنظومة التربوية في تونس. وأشاد المؤتمر بالجهود المبذولة من الدول الأعضاء والمنظمات الدولية والإقليمية الموازية في مجال تطوير قضايا التربية والتعليم في إطار التزاماتها الدولية والإقليمية، ودعاها إلى مواصلة جهودها في تنفيذ قرارات المؤتمرات الوزارية المتخصصة التي تعقدها بما يلبي حاجيات الدول الأعضاء وأولوياتها وسياساتها العامة في مجال تعزيز العمل التربوي الإسلامي المشترك. واعتمد المؤتمر إنشاء المجلس الاستشاري لتطوير التربية في العالم الإسلامي، ودعا المدير العام للإيسيسكو إلى إعداد مشروع نظام داخلي للمجلس الاستشاري وعرضه على اجتماع الدورة الأولى للمجلس قصد اعتماده ورفعه إلى الدورة الثانية للمؤتمر للمصادقة عليه. وانتخب المؤتمر أعضاء المجلس الاستشاري لتطوير التربية في العالم الإسلامي، ودعا الدول الأعضاء إلى تعيين ممثليها في المجلس. وقرر المؤتمر عقد الدورة الثانية للمؤتمر خلال شهر أكتوبر 2019، وكلف المدير العام للإيسيسكو بإجراء الاتصالات اللازمة مع الدول الأعضاء من أجل تحديد مكان عقد هذه الدورة.