أوضح المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية أن السفيرة مشيرة خطاب، أمامها فرصة جيدة للفوز بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، رغم ما يواجه المرشحة المصرية من تحديات، لافتا الى امتلاكها مقومات مهنية متميزة، فضلا عن مساندة معتبرة من مؤسسات الدولة المصرية، باعتبارها مرشحة مصر، مشيرا إلى أن ما أعلنه وزير الخارجية سامح شكري بتشكيل مجلس استشاري لحملة المرشحة يضم نخبة متميزة من العقول المصرية البارزة في مختلف المجالات المرتبطة بنطاق عمل اليونسكو فضلا عن الخبرة المصرية السابقة في خوض غمار المنافسة على منصب مدير عام منظمة اليونسكو. ورصد المركز الإقليمي في دراسة أعدها برنامج الدراسات المصرية عددا من المقومات الداعمة لفرص المرشحة المصرية للفوز بمنصب مدير عام اليونسكو، ومن أبرزها التماهي بين رسالة مصر الخارجية ورسالة منظمة اليونسكو، والتي تنطلق من دعم التعددية الفكرية والثقافية، وإيمانها بمبادئ الحوار واحترام الآخر ورفض الفكر المتطرف، وبناء السلام في عقول البشر من خلال العمل على الارتقاء بالتربية والعلوم والثقافة، يُضاف إلى ذلك وجود نماذج تعاون بين مصر واليونسكو باتت تُشكل جزءًا لا يتجزأ من تاريخهما، منها -على سبيل المثال- إطلاق المنظمة لحملة دولية لإنقاذ آثار النوبة، ومساهمة اليونسكو في إنشاء مكتبة الإسكندرية، والمساهمة في دعم مشروع التعليم للجميع. كما أشارت دراسة المركز الى التوافق الأفريقي على دعم المرشحة المصرية خلال قمة الاتحاد الأفريقي، والتي عُقدت في رواندا مؤخرا، حيث أعلن سامح شكري -وزير الخارجية- خلال الحدث، الذي تم تنظيمه للإعلان عن الترشيح المصري أنه تم اعتماد الترشيح من قبل لجنة الترشيحات التابعة للاتحاد الإفريقي، والمجلس التنفيذي للاتحاد، وكذلك على مستوى القمة، لتصبح بذلك المرشحة المصرية الرسمية للقارة الإفريقية. وبحسب المركز الإقليمي - الذى يترأسه الدكتور عبد المنعم سعيد- فإن المرشحة المصرية يواجهها تحديان هما تفتت الأصوات العربية بين عدد من المرشحين، حيث أعلنت قطر ترشيحها لوزير الثقافة السابق ومستشار الأمير الحالي للشئون الثقافية حمد الكواري، كما أعلن المفكر اللبناني د. غسان سلامة ترشحه فضلا عن احتمالية الإعلان عن مرشحين آخرين، وسيسهم ذلك في تفتيت الكتلة العربية التي لها حق التصويت وهي سبع دول فقط: مصر، والمغرب، والسودان، وقطر، ولبنان، وسلطنة عمان، والجزائر. أما التحدي الثاني، فيتمثل في حدود القبول الغربي بفوز مرشح عربي برئاسة اليونسكو فالمجموعة العربية هي الوحيدة التي لم يتولَّ أحدٌ من أبنائها منصب المدير العام لليونسكو منذ تأسيسها عام 1945 في ظل وجود مزاج عام غربي لا يدعم وصول مرشحين عرب -برغم تميزهم- إلى المناصب العليا في المنظمات ذات التأثير العالمي، فلم ينجح الأمير علي بن الحسين في انتخابات الفيفا، كما لم يتم إعادة انتخاب الدكتور بطرس غالي لولاية ثانية كأمين عام للأمم المتحدة.