تخوض السفيرة مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان السابقة، منافسه شرسة، من أجل منصب أمين عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، في ظل وجود 3 مرشحين آخرين على نفس المنصب، يتمتعون بثقل دولي ودعم كبير من الدول المرشحة لهم، وهم وزير الثقافة والإعلام القطري السابق الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، ووزير الثقافة اللبناني الأسبق غسان سلامة، والفرنسي من أصل يمني وسفير اليمن لدى اليونيسكو أحمد الصياد، إضافة إلى اللبنانية فيري الخوري. ومن المُقرر أن يتنافس المرشحون مطلع العام المقبل، لنيل أصوات 7 دول عربية أعضاء لها حق التصويت بالمجلس، وهم مصر والمغرب والسودان وقطر ولبنان وسلطنة عمان والجزائر. هل يضحك التاريخ للعرب بعد 3 جولات فاشلة؟ ورغم إعلان مصر دعمها رسميًا ترشح مشيرة خطاب على المنصب، وحصولها على موافقة وزراء الخارجية الأفارقة لتكون السفيرة المصرية مرشحة عن القارة الإفريقية للمنصب الدولي، إلا أن هناك قلاقل ومخاوف تسود حول المنصب، لاسيما بعد فشل العرب فى 3 جولات، بدأت عام 1999 عندما تدافع السعودي غازي القصيبي في مواجهة المصري إسماعيل سراج الدين، وفاز في الختام الياباني كوشيرو ما تسورا، ليخلف الإسباني فريدريكو مايور في إدارة المنظمة الدولية، والمرة الثانية جاءت في 2009، عبر الثنائي فاروق حسني وزير الثقافة المصري الأسبق، والدبلوماسي الجزائري محمد بجاوي، وحسمت الدبلوماسية البلغارية ايرينا بوكوفا المنصب في الجولة الخامسة من الانتخاب جامعة 31 صوتا مقابل 27 للمرشح المصري الذي دفع بذلك ثمن تصريحات له اعتبرت معادية لليهودية، والمحاولة الثالثة كانت في عام 2013،عندما ترشح رشاد فارح من جيبوتي، في مواجهة اللبناني جوزيف مايلا، إلا أن المؤتمر العام للمنظمة الدولية قرر انتخاب إيرينا بوكوفا لولاية ثانية كمديرة عامة، لفترة تمتد حتى مطلع عام 2017. "مشيرة" تتسلح بدعم الأفارقة في مواجهة تأييد الخليج ل"الكواري" وبدا من المشهد أن حلبة الصراع بين القاهرة والدوحة ستنتقل من منصة السياسة إلى الثقافة، متمثلًا في التنافس على مقعد منصب المدير العام لليونسكو، في ظل ترشح مشيرة خطاب صاحبة ال70 عامًا، منافسها الأبرز القطري حمد الكواري. حيث تخوض خطاب المنافسة مُتسلحة بدعم مصر ووزراء الخارجية الأفارقة، وإضافة لعدد كبير من المنظمات والأحزاب والمؤسسات العربية، في مواجهة المرشح القطري الذي يحظى بدعم كبير من دولته إلى جانب تأييد مجلس التعاون الخليجي لترشحه. حيث أعلنت الحكومة المصرية على لسان رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل، تقدم مصر لترشيح السفيرة لمنصب أمين عام المنظمة انطلاقا من ديناميكية التحرك المصري على المستويين الإقليمي والدولي، حيث قدرت الدولة المصرية أن لديها من الإمكانات ما يؤهلها للإسهام في صياغة رؤية مستقبلية لتحقيق غايات وأهداف منظمة اليونسكو، عبر التقدم بالترشح لمنصب أمين عام المنظمة، وهو منصب لم يشغله عربي منذ إنشاء المنظمة. في الوقت الذي أعلِن فيه سامح شكري وزير الخارجية، تشكيل مجلس استشاري لحملة دعم "مشيرة"، يضم نخبة متميزة من العقول المصرية البارزة في مختلف المجالات المرتبطة بنطاق عمل اليونسكو، فضلاً عن شخصيات لديها اتصالات واسعة علي الصعيد الدولي. ويضم المجلس: "إسماعيل سراج الدين، وجابر عصفور، وزاهي حواس وعمرو بدر، وفاروق الباز، والسفيرة فاطمة الزهراء عتمان، ومحمد سلماوي، فريد خميس، ومصطفي الفقي، وملك زعلوك، والدكتورة نادية مكرم عبيد، والسيد ناصر عبد اللطيف وهشام الخازندار، وهشام الشريف". توقع الفائز الآن "سابق لأوانه" قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه من المبكر الحديث عن فرص وحظوظ المرشحين (المصرية والقطري)، موضحًا أن الحديث سابق لأوانه، وأن باب الترشيح لم يتم اغلاقه حتى الأن، ومن الصعب التكهن بفوز مرشح على الآخر. ونوه، في تصريحات ل"التحرير"، بأن أن هناك أكثر من عام بالكامل على تلك الانتخابات قد تشهد خلالها العلاقات العربية تغيرات سواء على المستوى العربي أو الدولي أو الإقليمي، قد تؤدي لحدوث تغييرات جوهرية فى القضية برمتها، قائلًا "قد يتم مناقشة الأمر فى جدول اجتماعات القمة العربية 2017 وقد نشاهد العديد من التغيرات". بينما ذكر السفير أحمد أبو الخير مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه لايمكن النظر إلى فرص وحظوظ سفيرة خطاب فى اقتناص مقعد اليونسكو، دون النظر لباقى المرشحين الموجودين فى حلبة المنافسة، مبيَّنًا أن القطري تدعمه الأموال فى تلك المعركة، ولكن التاريخ الكبير لمشيرة خطاب واهتمامها والمامها بقضايا اليونسكو كفيل فى تريجح كفتها، وأردف أن تلك القضية لايمكن أن تخضع فقط لمعيار الكفاءة، بل يجب النظر فى العديد من العناصر والعوامل، لأن القضية لاتخضع فقط لكفاءة مرشحين أو مقارنة مؤهلات ولكن القضية تحكمها السياسة والعلاقات الدبلوماسية بين الدول.