شاهدت مثلما شاهد المصريون من الشعب المصرى أول جلسة اجرائية لافتتاح مجلس النواب الجديد، بعدما اكتملت اركان الدولة المصرية بوجود مجلس نواب جديد فى نظام اشبه بالنظام الفرنسى وهو النظام الرئاسى البرلمانى الذى تنقسم فيه السلطات ما بين الرئيس والبرلمان. وهذا النظام من وجهة نظرى هو افضل الانظمة التى تنتهجها الدول الديمقراطية حتى لا يكون هناك انفراد بكافة الصلاحيات سواء لرئيس الدولة او للبرلمان ويهمش دور الرئيس ويكون فيه الرئيس رئيسا شرفيا يمثل البلاد فى المحافل الدولة فقط. لقد تفاءلت حينما وضع هذا النظام فى الدستور فهو من يناسب طبيعة الدولة المصرية بعد ثورتين صنعهما الشعب ضد نظامين الاول منهما أفسد الحياة السياسية والآخر استخدم الفاشية الدينية والميليشيات فى قهر إرادة المصريين. وقتها شعرت ان هناك جنينا لم يولد بعد، اسمه الديمقراطية ودولة الحداثة التى تنميناها جميعا. ولكن للاسف بعد مشاهدتى لما حدث فى الجلسة الافتتاحية الاولى شعرت ان جنين الديمقراطية التى ننتظره جميعا تم اجهاضه بسبب التصرفات غير المسئولة. إن تصرفات البعض وليس الكل من السادة نواب الشعب كى نكون صادقين، من عدم احترامهم للقسم وعدم الاعتراف بثورة 25 يناير والتى اعترف بيها المصريون كشعب والدستور كعقد اجتماعى بل والعالم بأسره. والان لدى العديد من التساؤلات اود ان اطرحها على سيادتكم..
أليس هذا البرلمان المنوط به الرقابة والتشريع ووضع الخطة الاجتماعية والاقتصادية لتنمية البلاد؟ أليس هذا البرلمان منوط به مراجعة القوانين التي صدرت من بعد وضع الدستور الجديد حتى وقت ما قبل انتخاب المجلس؟ أليس هذا البرلمان منوط به ان يثور داخل المجلس ويصنع ثورة تشريعية فى كافة المجالات ؟ أليس هذا البرلمان منوط به ترجمة الدستور الى قوانين، فكيف ستترجمونه والبعض منكم غير معترف بدستوره من الاساس؟ أليس هذا الدستور من وثق فيه الشعب وجعله صوته القوى الامين حتى نجعل من مصر دولة قوية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا؟ الآن الكرة بملعبكم السادة نواب الشعب وعليكم ان تعلموا انكم أتيتم بالديمقراطية، فعليكم احترامها واحترام دستور الدولة اذا كنتم حقا تريدون التأسيس لدستورية الدولة، لأن الشعب هو من سيقيمكم ويحكم عليكم فى سنة اولى برلمان هو الاخطر فى تاريخ الحياة النيابية المصرية . ولأكن صادقا فى نهاية مقالى ان غالبية المجلس ، كانت ملتزمة تماما بأول جلسة وكانت تعطى المثل للاخرين فى الانضباط والمسئولية ، بعيدا عن تجاوزات البعض . وسأقنع نفسى لكى التمس العذر واقول كثرة عدد نواب المجلس الموقر وعدم وضوح الرؤية للبعض، وحداثة البعض فى ذلك المجلس سبب فى هذا متمنيا ان يلتزم الجميع وأن يعى ان هذا المجلس هو الاخطر فى تاريخ حياتنا النيابية على مدار الحقب الماضية وان الشعب هو المنذر الذى سيراقب ويحكم عليكم. فأرجوكم الا تجهضوا جنين الديمقراطية الذى انتظرناه قبل ان يولد ويأتى مولودا اسمه الديمقراطية فى احترام الدستور والاعتراف بالتعددية وقبول الرأى الاخر والاعتراف بثورة شعب وترجمة نصوص الدستور لقوانين لتتوافق مع الدستور غير مخالفة له، وهذا المولود مرتبطة ولادته بنجاح ذلك البرلمان بعدها حقا يتحول جنين الديمقراطية الى مولود ،، فلا تجهضوا جنين الديمقراطية يا اولى الالباب.