رحبت فرنسا بإعلان تنسيقية حركة "أزواد" ، التي تضم المجموعات المتمردة الرئيسية شمال مالي ، عن توقيع اتفاق سلام في 20 يونيو الجاري في باماكو. وقال وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي لوران فابيوس - في بيان له مساء اليوم الجمعة - إن بلاده تشيد بالتوافق الذي تم التوصل إليه اليوم بالجزائر بين الحكومة المالية وحركات الشمال في مالي بشأن تنفيذ اتفاق السلام. وأثنى فابيوس على ما وصفه ب"روح التوافق والمصالحة" التي تحلت بها كافة الأطراف، مثمنة في الوقت ذاته الدور الجزائري المتمثل في "الوساطة" التي قامت بها في هذا الصدد. وكانت الجزائر قد استضافت منذ أشهر مفاوضات السلام في مالي ، بعدما تم التوافق على مبادئ عامة تتعلق بما سمي ب"الوحدة الترابية" لمالي ، والالتزام بالحوار كإطار لحل المشاكل والقضايا الخلافية ومكافحة الإرهاب والمجموعات المسلحة. وشاركت في المشاورات ست حركات هي؛ "الحركة العربية للأزواد" و"التنسيقية من أجل شعب الأزواد" و"تنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة" و"الحركة الوطنية لتحرير الأزواد" و"المجلس الأعلى لتوحيد الأزواد" و"الحركة العربية للأزواد". ويضم فريق الوساطة الموسع كلا من الجزائر (رئيسا للوساطة) إضافة إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي ودول "بوركينا فاسو وموريتانيا والنيجر وتشاد والولايات المتحدةوفرنسا". وينص اتفاق الجزائر على تشكيل مجالس محلية في شمال مالي بصلاحيات واسعة ومنتخبة بالاقتراع العام والمباشر ولكن من دون منح هذه المنطقة الحكم الذاتي أو قيام نظام اتحادي في البلاد. يشار إلى أن شمال مالي يشهد سلسلة حركات تمرد للطوارق منذ الاستقلال عام 1960، بعد سيطرة جماعات متطرفة منتمية لتنظيم القاعدة في عام 2012 على شمال البلاد ؛ ما دفع فرنسا إلى التدخل على رأس قوة دولية لطرد "الجهاديين" إلا أن عدة مناطق لا تزال خارج سيطرة السلطات المالية.