وقعت الحكومة المالية والمجموعات المسلحة المتحالفة معها، أمس الجمعة، في باماكو على اتفاق السلام، المتفق عليه في الجزائر، في حفل حضره عدد من رؤساء الدول والحكومات، ولكن في غياب مجموعات الطوارق الأساسية التي تطالب بمفاوضات إضافية. وإثر توقيعها الخميس بالأحرف الأولى على اتفاق السلم والمصالحة في الجزائر، بعد شهرين ونصف الشهر من الضغوط، أكدت تنسيقية حركات ازواد أنها لن تشارك في التوقيع النهائي على الاتفاق في باماكو، أمس الجمعة. ويهدف ما يطلق عليه "اتفاق الجزائر" إلى فرض الاستقرار في شمال مالي، منشأ حركة تمرد الطوارق منذ الستينات، فضلاً عن كونه أحد معاقل المجموعات الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة والساعية إلى تعزيز تواجدها، منذ أطاح بها تدخل عسكري بقيادة فرنسا في العام 2013. ونظم حفل التوقيع برعاية باماكو والوساطة الدولية وعلى رأسها الجزائر برغم الانتهاكات المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار منذ أسبوعين، إلا أن عدم مشاركة تنسيقية حركات ازواد جعلته بروتوكولياً إلى حد ما. مجموعات أساسية وتضم تنسيقية حركات ازواد ثلاث مجموعات أساسية في تمرد الطوارق وهي الحركة الوطنية، لتحرير ازواد والمجلس الأعلى لوحدة ازواد وحركة ازواد العربية المنشقة. ووقع على الاتفاق في باماكو وزير خارجية مالي عبدالله ديوب فضلاً عن ثلاثة ممثلين عن مجموعات مسلحة موالية لباماكو، وحركتا تمرد ثانويتان في تنسيقية حركات ازواد، هما تنسيقية الشعب في ازواد وتنسيقية حركات وجبهات المقاومة الوطنية. وفي بيان صدر بعد ظهر الجمعة، أعلنت تنسيقية حركات ازواد تعليق عضوية محمد عثمان اغ محمدون من تنسيقية الشعب في ازواد لمشاركته في حفل التوقيع. أما الدول والمنظمات الموقعة على الاتفاق فهي الجزائر وبوركينا فاسو وموريتانيا والنيجر ونيجيريا وتشاد والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى فرنسا. ويضغط المجتمع الدولي على تنسيقية حركات ازواد للموافقة على اتفاق السلام كطريقة لعزل الجهاديين، خاصة بعد الهجوم الذي استهدف باماكو في السابع من مارس وقتل خلاله أوروبيان، وكان يأمل بإقناعها للإعلان عن إحراز نجاح، إلا أن التنسيقية بدت مصرة على التوقف عند حدود التوقيع بالأحرف الأولى.