توافق عدد كبير من السياسيين على ترشيحهم للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح كأفضل من يتولى رئاسة مصر في الفترة القادمة.. وفي محاولة لرسم صورة مصر حال وصول أبو الفتوح إلى كرسيّ الحكم، كل يراها من منظوره الخاص والآراء تجتمع على أنّ مصر في عهده ستكون غير تلك التي عهدناها على مدار ثلاثين عامًا مضت. قال طارق الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية، إن عبد المنعم أبو الفتوح المرشح لرئاسة الجمهورية برغم انشقاقه عن جماعة الإخوان المسلمين إلا أنه سيظلّ محسوبًا عليهم. وأبدى توقّعه أنه حال وصوله إلى كرسيّ الحُكم سيتوخى الحذر في التعامل مع الإسلاميين وستتغير سياسة النظام السابق الذي كان يتصدى للإسلاميين تحديدًا ويعتقلهم بسبب وبدون. وأكّد الزمر ل "صدى البلد" أن أبو الفتوح سيلقى مساندة كبيرة من الإسلاميين الذين سيحشدون من خلفه الشعب، وأن من يلقى الشرعية السياسية والتأييد الشعبي معًا يكون قد حظى بأهم ركائز النهضة لأي دولة في العالم. وقال الدكتور إكرام لمعي، القسّ والمُفكّر القبطي والعميد السابق لكلية اللاهوت الإنجيلية، إنه متفائل كثيرًا بترشّح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لرئاسة الجمهورية، لافتًا إلى أنه يتوقع صورة رائعة لمصر في عهده. وأبدى إعجابه الشديد بالصورة العصرية التي يعرض بها أبو الفتوح لأفكاره لا سيّما فكرة ولاية المُسلم على غير المُسلم وأن تحليلاته وتفسيراته جادة في معظمها وبها علاج لمشكلات كثيرة. وصرّح ل "صدى البلد" بأنه هو أفضل الوجوه التي ترشّحت لمنصب الرئيس، لافتًا إلى أنه يحوز على تأييد شرائح كثيرة من الشعب وحاصل على دعم شباب الإخوان وكذلك "الأقباط" الذين يأملون فيه كثيرًا وأنه سيسعى لحل مشاكلهم بجدّية. وتصور أن أبو الفتوح سيصنع لأول مرة في مصر "هيئة رئاسية" وسيعين له نائب رئيس قبطيًا أو علمانيًا ليكون مكملاً له من الناحية الأخرى. وأكد السفير عبدالرءوف الريدي، سفير مصر في الولاياتالمتحدةالأمريكية سابقًا، أن عبد المنعم أبو الفتوح هو أكثر مرشحي الرئاسة "عقلانية"، مشيرًا إلى إمكانية الاعتماد عليه في المرحلة المقبلة والتي تحتاج إلى أشخاص لديهم الحكمة يعبرون بمصر إلى الأمان معتبرًا أنه أحد أبرز الشخصيات التي من الممكن أن تقوم بهذا الدور علي أكمل وجه. وأوضح الريدي ل "صدى البلد" أن أبو الفتوح زار المجلس المصري للشئون الخارجية وكان اللقاء جيدًا ومتسمًا بالعقلانية. وأكد أن العالم الخارجي أصبح متقبلاً لفكرة تولى الإسلاميين شئون البلاد ولاسيما الإخوان المسلمين باعتبار أنهم يمتلكون أغلبية داخل البرلمان مشيرًا إلى أن أوروبا وأمريكا، يهيئون أنفسهم للتعامل مع رئيس مصر القادم كأحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين. وتوقع الريدي أنه في حال وصول أبوالفتوح إلى كرسي الرئاسة فإنه سيعمل علي إعادة العلاقات مع دول إفريقيا باعتبار أنها القلب النابض لمصر ولاسيما دول حوض النيل موضحًا أن العلاقات الخارجية جزء من منظومة الأمن القومي المصري مطالبًا بضرورة الاهتمام بها وإصلاح ما أفسده النظام السابق. وأكد المستشار محمد حامد الجمل، رئيس مجلس الدولة الأسبق وعضو حزب الوفد، أن وصول عبد المنعم أبو الفتوح إلى كرسي الرئاسة أمر متوقع، متمنيًا منه أن يعيد قانون السلطة القضائية والذى أعدته حكومة الوفد سابقًا، حيث كانت الشرطة تتولي الضبطية القضائية وقضاة التحقيق هم من يتولون التحقيق، وبعدها النيابة العامة التي تقوم بتوجيه الاتهامات وتحويل القضية إلي المحكمة ثم جاء العهد الناصري ونقل سلطات التحقيق وتوجيه الاتهام إلي النيابة العامة وهو النظام المعمول به حتى الآن، مؤكدًا أن القانون الذي قدمته حكومة الوفد هو المعمول به في كل دول العالم الحديث، مشيرًا إلي أن هذا من شأنه تحقيق استقلال القضاء. وتوقع طارق زيدان، رئيس حزب الثورة المصرية، أن تتشابه سياسات عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، مع سياسات دولة قطر، وذلك في حال توليه حكم مصر، مبررًا ذلك بإعلان الشيخ يوسف القرضاوي تأييده له مما يعني دعم قطر له، قائلا " تأييد القرضاوي لأبو الفتوح يعني تشابه سياسته مع السياسات القطرية بالمنطقة". وقال زيدان في تصريح خاص ل "صدى البلد" إن أبو الفتوح سيميل لتطبيق الليبرالية أكثر من كونه مرشحًا إسلاميًا، مؤكدًا منح العديد من القوي المؤيدة للبرادعي أصواتهم له، بجانب حصوله علي تأييد قطاع كبير من شباب جماعة الإخوان المسلمين، قائلاً "الباحثون عن رئيس يطبق الحدود لن يجدوا ضالتهم في أبو الفتوح". وعن علاقات أبو الفتوح بالدول الخارجية في حال توليه حكم مصر، نفي زيدان انتهاج أبو الفتوح سياسات ثورية في التعامل مع الملف الخارجي، مشيرًا إلي اختلاف سياسته عن النظام السابق، مؤكدًا عدم وقوف جماعة الإخوان المسلمين والتي كان أبو الفتوح أحد أعضائها ضد المصالح الأمريكية بالمنطقة، مستشهدا بتصريحات السيناتور جون ماكين. وعن علاقات أبو الفتوح بالدول العربية في حال توليه الحكم، توقع زيدان ازدياد العلاقات المصرية التركية والقطرية علي حساب العلاقات المصرية السعودية، وأكد أن أبو الفتوح سينتهج سياسات العلاقات القطرية مع الدول العربية. وعن كيفية تعامل أبو الفتوح مع وزارة الداخلية وعما كانت الأجهزة الأمنية ستعمل لخدمة النظام مقابل الشعب، نفي زيدان أن تعمل الشرطة لخدمة النظام مرة أخرى، مشيرًا إلي رفض الشرطة لأن تكون في خدمة أي نظام عقب التجربة القاسية التي واجهتها والفواتير التي دفعتها لعهد الرئيس السابق مبارك. وتوقع زيدان نشوب معركة بين أي مرشح إخواني وجهاز الأمن الوطني، وذلك من خلال محاولة أي مرشح إخواني لتصفية حساباته مع الأمن الوطني، مؤكدا سعي أبو الفتوح لإعادة هيكلة كاملة لجهاز الشرطة من العناصر والقيادات الأمنية ممن كانت تنتمي للنظام السابق. وعن الملف الاقتصادي، توقع زيدان قدرة أبو الفتوح على جذب استثمارات عربية وأوروبية خلال حكمه، مؤكدًا إبقاءه على نظام البنوك الحالي، دون الميل لتطبيق الاقتصاد الإسلامي الذي يريده التيار السلفي.