استمرارًا لاستطلاع "صدى البلد" لآراء سياسيين وخبراء استراتيجيين لتصورهم لشكل الحكم والحكومة في مصر ، في حالة تولي أي من المرشحين المحتملين للرئاسة.. نقدم من خلال هذا الموضوع تصورات ناشطين ومفكرين سياسيين للشكل الذي يمكن أن يكون عليه حال مصر في حال تولي حازم صلاح أبواسماعيل.. وفي حين أكد خبير أمني أن "أبوإسماعيل" سيعمد إلي تطبيق نظام غير متعارف عليه شعبيًا، رأي رئيس حزب الثورة ان عهده سيتسم بالعدل والزهد في الحكم وسيميل لتطبيق النموذج السعودي، وأشار المتحدث الإعلامي لاتحاد شباب ماسبيرو أن مصر ستكون خليطا من النماذج التركية والإيرانية والسعودية. وقال طارق زيدان، رئيس حزب الثورة المصرية، إن أهم أولويات حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، في حال توليه حكم مصر، هو تطبيق الشريعة الإسلامية دون انتظار، مشيرا إلي عمد أبو إسماعيل لتعديل العديد من القوانين الخاصة بتطبيق الحدود وتجريم الاختلاط بين النساء و الرجال أو شراب الخمور، لافتا إلي تصريحات أبو إسماعيل التي أكد فيها منعه للاختلاط في الشواطئ، متوقعا أن تتشابه سياسات مصر بالسعودية. وتوقع زيدان أن يتمتع أبو إسماعيل بسمة العدل والزهد في السلطة وميله إلي استخدام الشدة في بعض الأحيان، مشيرا إلي ازدياد قوة التيار الإسلامي السياسي في مصر في حال توليه الحكم، مؤكدا سماح أبو إسماعيل للضباط بتربية لحاهم، والميل للاقتصاد الإسلامي، مؤكدا تصاعد قوة التيار السلفي عن تيار الإخوان المسلمين خلال حكم أبو إسماعيل. وأضاف زيدان أن حكم أبو إسماعيل سيواجه عدم القبول من بعض الأقباط في بداية الأمر، مشيرا إلي أن الوضع لن يستمر كثيرا بمجرد سن قوانين تسمح للأقباط بالاحتكام لشرائعهم خاصة في قضايا الأحوال الشخصية، وعن دور المرأة في عهده قال زيدان أن المرأة لن تهمش في عهد أبو إسماعيل، نافيا احتلالها للمواقع القيادية بمصر. وعن علاقات مصر بالدول الخارجية في حال تولي أبو إسماعيل الحكم، توقع زيدان ميل أبو إسماعيل لتقليل حجم العلاقات المصرية الغربية دون قطعها، مؤكدا أن العلاقات سيحكمها المصالح والندية، بينما علاقته بإسرائيل أكد زيدان ازدياد التوتر في العلاقات المصرية الإسرائيلية وميل أبو إسماعيل لإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد، مؤكدا عدم تردد إزاء إلغاء المعاهدة في حال وجود سبب مقنع. وعن علاقات مصر بالدول العربية في حال تولي أبو إسماعيل الحكم، توقع زيدان ازدياد العلاقات المصرية بشكل خاص مع الدول الإسلامية، ودعم مصر بشكل قوي القضية الفلسطينية، مؤكدا لاستعادة مصر لدورها القيادي علي الدول الإسلامية، وعن علاقات مصر بإيران، أكد زيدان أن انتماء أبو إسماعيل للسلفيين سيفوق علاقاته مع إيران التي يغلب عليها المذهب الشيعي. من جانبه، نفي اللواء رفعت عبد الحميد، الخبير الأمني و الاستراتيجي، أن تتشابه سياسات حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، مع سياسات النظام السابق، في حال تقلد أبو إسماعيل لمنصب رئاسة الدولة، مؤكدا أن أبو إسماعيل سيطبق نظاما غير متعرف عليه شعبيا، مشيرا إلي مخاوف الشعب المصري من التيارات الإسلامية، لافتا إلي وجود بعض المصريين الرافضين للتشدد أمثال بعض الشباب والقبليات والأقباط. وعن توقعاته إزاء علاقات أبو إسماعيل الخارجية وخاصة مع الغرب، قال عبد الحميد أن أبو إسماعيل سيعمد للحد من علاقات مصر مع الغرب بشكل كبير، مبررا ذلك بميل الغرب للحرية المفرطة التي يتنافي بعضها مع نصوص الشريعة الإسلامية. وعن كيفية تعامل أبو إسماعيل مع الدول العربية و خاصة إيران التي اتسمت العلاقات المصرية الإيرانية بالقطيعة خلال فترة حكم النظام السابق، قال عبد الحميد انه من الطبيعي أن يساند أبو إسماعيل القضية الفلسطينية ويحاول إعادة العلاقات المصرية الإيرانية مرة أخرى. ونفي عبد الحميد سماح الشعب المصري لأبو إسماعيل ليكون فرعون أو ديكتاتور آخر، مؤكدا احتياج الشعب لجهاز قضائي وأمني و مؤسسة عسكرية تعمل علي الخدمة العامة للشعب و ليس للخدمة الشخصية للحاكم. وتوقع عبد الحميد وقوف أبو إسماعيل علي الحياد من الأجهزة الأمنية وخاصة جهاز الشرطة، مشيرا إلي أن موقف أبو إسماعيل من المؤسسة العسكرية سيختلف بطبيعة التقاليد القديمة التي تحكم عمل المؤسسة العسكرية ، نافيا إمكانية تدخل أبو إسماعيل في النواحي الفنية للمؤسسة العسكرية. كما نفي مجدي صابر، المتحدث الإعلامي لاتحاد شباب ماسبيرو، تشابه سياسات حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، مع سياسات النظام السابق، في حال تقلد أبو إسماعيل لمنصب رئاسة الدولة، مؤكدا تعمد أبو إسماعيل لتخليص ثأره من النظام السابق، مؤكدا اتجاه مصر نحو التطرف الديني. وقال صابر أن أبو إسماعيل سيهتم بتنفيذ أجندة التيار السلفي في حال توليه لمنصب رئاسة الجمهورية، مشيرا لعدم وجود اختلاف بين أجندة الوطني و التيارات الدينية في تحقيق كل منهم لمصالحه الشخصية، مستشهدا بتعمد الوطني لاستحواذ أغلبية البرلمان خلال النظام السابق و استحواذ التيارات الدينية علي الأغلبية البرلمانية عقب 25 يناير. وتوقع صابر ميل أبو إسماعيل لتطبيق النماذج الإيرانية والتركية والسعودية الوهابية في مصر، مؤكدا علي اهتمام أبو إسماعيل لقطع العلاقات المصرية الأمريكية، والمصرية الإسرائيلية، مقابل ميله لمساندة حماس والقضية الفلسطينية. وأكد صابر أن أبو إسماعيل سينفذ منهج السعودية الوهابية في مصر، مبررا ذلك بتمويل السعودية للسلفيين ماديا، وعن موقف أبو إسماعيل من الأجهزة الأمنية وخاصة جهاز الشرطة، أكد صابر أن أبو إسماعيل سيلجأ لزرع بعض الفئات التابعة للفكر السلفي لخدمتهم وليس لخدمة البلاد، مشيرا إلي إعلان بعض التيارات الإسلامية لوجود وكلاء نيابة خاصة بهم مستعدين لتقلد مناصب بالداخلية في حال تطهيرها، بجانب دعوة بعض ضباط الداخلية لرغبتهم في تربية لحاهم. في حين، نفي البدري فرغلي، عضو مجلس الشعب ببورسعيد ومؤسس اتحاد المعاشات، الإدلاء بصوته لصالح حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وذلك في انتخابات الرئاسة القادمة، قائلا " لم امنح صوتي لأبو إسماعيل، فنحن نحتاج لرئيس للإنقاذ، وليس للإغراق". وعن توقعاته في حال تولي أبو إسماعيل منصب رئيس الجمهورية، قال فرغلي أن مصر لن تستطيع العيش تحت حكم أبو إسماعيل، واصفا حكمه بالممزق لتراث الإنساني الذي سيعمق الفئوية والطبقية في البلاد. وأضاف فرغلي بان حكم أبو إسماعيل سيعمد لإطفاء الاستنارة التي عاشتها مصر عبر العصور و السنوات الماضية، نافيا تأييد المصريين لأفكاره، مؤكدا أن المصريين لن يتجهوا لتطبيق أفكاره لميلهم للوسطية، قائلا " نحن من المؤمنين بالشرعية الإسلامية، ومع المطالبين بتطبيقها في مصر، ولكن علي طريقة الأزهر و ليس علي طريقة أبو إسماعيل".