واصل المئات من المحتجين من بدو شمال سيناء حصارهم لأكبر معسكر لقوات حفظ السلام بمنطقة الجورة التي تبعد 50 كيلو عن مدينة العريش، لليوم الثامن على التوالي، وذلك للمطالبة بخروج المعتقلين من أبناء سيناء، خاصة المتهمين في أحداث تفجير طابا. ويستمر المحتجون بقطع جميع الطرق المؤدية إلى المعسكر، فضلا عن منع المؤن من المرور، وقطع التيار الكهربائي عليهم، كما منع المحتجون مغادرة أو استقبال الطائرات من المعسكر. وأدى الحصار إلى توقف الدوريات التي تنطلق من المعسكر إلى العشرات من نقاط الاتصال التابعة له بمحافظتي شمال وجنوب سيناء، ومراقبة الحدود المشتركة مع إسرائيل حسب الهدف الأساسي للقوات. وحسب مصادر موثوقة داخل المعسكر، علم "صدى البلد" أن المؤن الموجودة والمواد الغذائية داخل المعسكر قاربت على النفاد خلال أيام قليلة. فيما تشهد قوات المعسكر حالة من التوتر وإعلان حالة التأهب القصوى خشية من احداث اشتباكات مع المحتجين في حالة الهجوم عليهم. ويحذر نشطاء سياسيون وخبراء أمنيون بمحافظة شمال سيناء من استمرار حصار قوات حفظ السلام، لكونه خطرا كبيرا على الأمن القومي في حال حدث أي هجوم أو تعد، مؤكدين ان ذلك يعني توقف اتفاقية كامب ديفيد. يذكر ان المحتجين قطعوا الكهرباء عن المعسكر مساء أمس كإجراء تصعيدي جديد لعدم استجابة المسئولين لمطالبهم، ويهدد المحتجون بتصعيد مواقفهم في حال استمرار تجاهل مطالبهم. ومن المعروف ان قوات حفظ السلام مهمتها الأساسية متابعة ومراقبة البنود الأمنية المتفق عليها في اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر والكيان الصهيوني في عام 1979 تحت الاشراف الأمريكي والتي بمقتضاها يمنع تواجد الجيش المصري على الحدود بسيناء.