"يا خراشي".. كلمة تُعبر عن الخوف وطلب العون، تصيح بها النساء أوقات الأزمات، مع كلمات أخرى مثل "يا لهوي".. أحيانا تعبر عن الحزن، وكما هو الحال مع الكلمات المتداولة، فإن لها بالضرورة أصل تاريخي، يستمد منه المصريون لغتهم الدارجة ومفردات التعبير عن أنفسهم. يرجع تاريخ هذا التعبير إلى ما يزيد على ألف عام، حينما وجد عالم أزهري، يعلي كلمة الحق، وينصر المظلوم ولا يخشى الظالم مهما بغلت درجة جبروته، هو الشيخ سليمان بن صالح الخراشي، أول شيخ للأزهر الشريف، ولاسمه الأخير دلالة لدى المصريين، فقد كانوا يستغيثون به، لينصرهم على الظلم، وإذا جار أحدهم على الآخر، حتى وإن اختلفوا فيما بينهم في أمر ما، يكون "يا خراشي"، هو النداء للرجل العادل، لما عرف عنه من استقامة، لذلك ظل اسمه خالدًا حتى الوقت الحالي، يردده الجميع دون علم أصل الكلمة تحديدا، لكنه ارتبط في أذهان المصريين بطلب العون والاستغاثة والنصرة.