دخل صحفيو وإداريو جريدة الأهالي، الصادرة عن حزب التجمع، اليوم الأحد، في اعتصام بمقر الحزب؛ احتجاجًا على الأوضاع المهنية والمالية غير المقبولة التي تهدر أبسط الحقوق، منها عدم تقاضي المرتبات الشهرية منذ أغسطس الماضي، وحرمان العاملين من العلاوات الدورية والاجتماعية منذ سنوات، وعدم صرف مكافأة نهاية الخدمة لمن وصلوا للسن القانونية للتقاعد، والإهمال التام في توفير الرعاية الصحية. وكانت رابطة العاملين بالجريدة التي تشكلت للدفاع عن حقوق العمال، قد أخطرت كلًّا من نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة بالاعتصام السلمي. يقول الكاتب الصحفي بشير العدل، مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة: لم تعد هناك وجود للصحف الحزبية على أرض الواقع، فقد تحولت إلى صحف تساند الحزب في وجهات نظرة، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من الصحف الحزبية المعارضة توقفت عن أداء مهمتها الأساسية في معارضة النظام؛ لأنها لا تدر عائدًا اقتصاديًّا، فتم تقليص عدد الصحفيين وتشريدهم وتقليل وتأخير أجورهم كنوع من الضغط على الصحفي لترك العمل. وأضاف العدل أن تأخير مرتبات العاملين بجريدة مثل الأهالي، التي تصدر عن حزب التجمع، يؤكد عدم رؤية رؤساء وقيادات كثير من الأحزاب بأن صحفهم تؤدي ما يريدونه الحزب، وتقفها يحول الحزب من صف المعارضة إلى صف النظام، مشيرًا إلى أنه من المنطقي أن يدافع الحزب عن الصحفيين ويضمن حقوقهم وفقًا لمبادئهه، لكن هذا لا يحدث. وأكد أن نقابة الصحفيين لابد أن تتدخل بالضغط على قيادات التجمع والجريدة؛ لصرف مرتبات الصحفيين حتى وإن كانوا متدربين وليسوا أعضاء نقابة؛ لأن الحزب لن يحل أزمة الصحفيين إذا لم تتدخل النقابة. وأعلن أبو السعود محمد، عضو مجلس نقابة الصحفيين، عن تضامنه مع الزملاء المعتصمين بجريدة الأهالي التي تصدر عن حزب التجمع؛ لعدم صرف رواتبهم من أغسطس الماضي، مؤكدًا أن أعضاء مجلس النقابة سيذهبون إلى مقر الاعتصام لمناقشة مشكلات الزملاء والوصول إلى حل في أسرع وقت. وتعكس أزمة جريدة الأهالي وضع الصحف الحزبية عامة، المتوقفة عن الصدور منذ نحو 5 سنوات تقريبًا، دون حلول واضحة، رغم الاعتصامات المتكررة بمقر النقابة وأمام مجلس الوزراء وقصر الاتحادية، والوعود الزائفة التي حصل عليها محررو الصحف الحزبية من مجالس النقابة المتعاقبة، منذ ممدوح الولي، النقيب الأسبق، مرورًا بمجلس ضياء رشوان، النقيب السابق، إلى المجلس الحالي. جدير بالذكر أن جريدة الأهالي تأسست في أواخر سبعينيات القرن الماضي، لتكون أهم جريدة يسارية معارضة آنذاك، وسطرت تاريخًا كبيرًا من النضال ضد الظلم والاستبداد لنظام المخلوع مبارك، وكان حزب التجمع، الذي تصدر عنه الجريدة، منحازًا منذ تأسيسه للحق في الاحتجاج للمطالبة بالحقوق المشروعة، وهو ما أقرته كل أدبيات الحزب ووثائقه، كالحق في الاعتصام والإضراب والتظاهر والعصيان المدني.