مازالت أزمة الدولار تلقى بظلالها على قطاعات الدولة المختلفة الحكومية منها والخاصة، وظهرت أحدث التأثيرات على شركة الشرقية للدخان، التي تحتاج لأكثر من 30 مليون دولار شهريا لشراء المواد الخام وقطع الغيار، الحصول على هذه الأرقام بات أمرا صعبا الآن. وقالت وكالة رويترز، في بيان لها اليوم، إن المخزون الاستراتيجي من التبغ انخفض من 24 شهرا إلى أقل من 12 شهرا حتى نهاية سبتمبر 2016، ويزيد الأمر صعوبة توقف شركة فيليب موريس عن سداد التزاماتها ل«الشرقية للدخان» مقابل التصنيع الأجنبي بالدولار طبقا للتعاقد المبرم منذ أبريل 2016. وانخفض مخزون عدد من المستلزمات الرئيسية للصناعة التي ليس لها بديل محلي «الدخان» إلى أقل من 6 أشهر، ما يعني أنه في حالة استمرار هذا الوضع لفترة طويلة ستتعرض الشركة للتوقف عن الإنتاج والبيع لسلعة مهمة للمستهلك، حسب تقرير الشركة السنوى عن 2015 – 2016 الذي نقلته عنها «رويترز». وقال رضا عيسى، الخبير الاقتصادي، إن الشركة الشرقية للدخان تمثل مصدر دخل مهم للدولة؛ نتيجة الضرائب، وبالتالي لن تستطيع وقفها أو تعطيلها بسبب أزمة الدولار، ومن الممكن أن تحصل على احتياجاتها من العملة الصعبة بالتحايل على البنك المركزي، مؤكدا أن الحكومة سوف تفعل "البدع" لعدم توقف الشركة نتيجة أرباحها الخيالية، قائلا: "ممكن الحكومة توقف إنتاج سلع ولا توقفش شركة الشرقية للدخان". واستبعد الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، أن تؤثر أزمة الدولار على تعليق أو إغلاق شركة الشرقية للدخان، خاصة أنها تحقق أرباحا خيالية، متوقعا أن تكون خطوة الإعلان عن توقف الشركة في إطار محاولة جمع وسائل الضغط التي تمس مزاج الكثير من المصريين؛ من أجل التصدي بكل الطرق لدعوات النزول في 11 نوفمبر. وتعانى البلاد من أزمة خانقة فى العملة الصعبة يعزوها اقتصاديون لتقويم الجنيه بأعلى من قيمته الفعلية بجانب تراجع إيرادات البلاد من السياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين فى الخارج، ودفع نقص الدولار فى النظام المصرفى الرسمى الكثير من أصحاب الأعمال إلى اللجوء للسوق السوداء للحصول على الدولارات حيث يمكنهم شراء العملة الصعبة بأسعار أعلى كثير من السعر الرسمى في البنوك.