يبدو أن مستوى الفتنة والانهيار سوف يصل بنا إلى سؤال مشايخنا وخاصة الذين هاجموا أو تنصلوا من الدكتورة التي تعرت وسُحلت في ميدان التحرير ...وهى تجلس الآن في بيتها في حالة من الصمت الذهول الذي عرى مصر كلها ولم يعريها هي فقط... ما هو اللباس الشرعي للمتظاهرات؟!!! حتى تستطيع المتظاهرة إذا حدث معها كما حدث مع هذه المصرية أن يقول عنها الدكتور برهامي أنها منهم ومنا ونحن منها.. حتى لا يُسب ولا يسخر الداعية خالد عبد الله منها ومن المدافعين عنها. لقد تم اختزال الأمر في اللباس الشرعي للمتظاهرات.. في انتظار أن يتفضل واحدا من الذين هاجموا البنت التي تعرت على يد الجيش المصري العظيم أن يقدمون لنا لباسا شرعيا للمتظاهرات في ميدان التحرير.. واللي تخلفه تبقى مش مسلمه ولا متظاهرة ومش مننا ومندسة,وقليلة الأدب ومش متربية لابد فقط أن يعلم ويدرك ويفهم كل الأساتذة المحللين السياسيين والمُحللين الشرعيين الذين يتحدثون عن البنت ورداءها ولبسها وشكله وكل تفاصيله..أنهم في هذه اللحظة بقصد أو بدون يوافقون ويشاركون الفعل والجريمة مع المجلس العسكري والجيش.. إذا كان الجنود طعنوا البنت بأقدامهم بكل وحشية...هاأنتم تطعنوها ونحن معها في عقلها وقلبها وروحها...وأيضا في إسلامها وإسلامنا..وفى وطنيتها ووطنيتنا...بالفعل هذه المرأة / البنت عرّت مصر كلها...هل تعرفون أنكم بهذا توافقون على كل ما حدث لها... كان من الأشرف لكم أن تتحدثوا عن الطرف الآخر الذي على أقل تقدير ألقى بها على الأرض وطعنها بحذائه في بطنها...لك أن تتصور أنها كانت ترتدي أي شكل من اللباس ...فهل يحق لمن طرحها أرضا وركلها بحذائه فعل هذا في إنسانه. من أهلنا ومن بلدنا ومن ديننا.. لقد عرتنا جميعا هذه الحادثة وعرت وأسقط الكثير ومنهم خالد عبد الله، الذي تحدث بسخرية بالغة عبر برنامجه التلفزيوني قائلا «يا واد يا مؤمن» ومشككا في إيمان الجميع قائلا «الكل أصبح متدينا يدافع عن المنقبات”.. ، سوفصلا من معرفته للبنت قائلا”إننا لا نعرف المنتقبة دي منين أصلا»، وكأن دفتر حضور الثورة والإيمان يملكه الداعية خالد عبد الله ولابد من التوقيع أمامه قبل أن تشهد أن لا إله إلا الله أو تذهب إلى ميدان التحرير ,وأيضا سقط الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، حين نفى علاقة الفتاة المنتقية التي ظهرت في الأحداث بالسلفيين، وقال: «هذه الفتاة ليست منتقية، لكنها ارتدت النقاب لتصعيد الأحداث، وجر السلفيين إليها وتوريطهم بها»، محذرا من محاولات إثارة الفوضى والالتفاف على نتائج الانتخابات البرلمانية.،سوف أسأله فقط ...هل نتائج حسابنا أمام الله أهم...أم نتائج حسابنا أمام المجلس العسكري , أنا أدرك أن إحجام التيارات الإسلامية وعلى رأسها التيار السلفي عن انتقاد ما تعرضت له الفتاة المسحولة يخضع لحسابات المصلحة البحتة والسياسة الصرفة، لقد وضَح تماما انه لا ضوابط شرعية تحكم تصرفاتكم ، فأنتم تتصرفون من منطلق سياسي بحت,أعرف إنكم تخافون على حجم المكاسب السياسية والإعلامية والانتخابية .ولكن أقول لكم أنكم خذلتم الكثير من أمثالي من الذين ينتمون إلى مشروع الشريعة الإسلامية ..فأنا مع مرجعية الإسلام في قيام دولة مدنية ديمقراطية...أنا مع ليبرالية إسلامية..سوف يكون الحديث عنها فيما بعد بالتفاصيل ..والان لابد وأبتهل إلى الله أن يستبدلكم بما ينفع العباد والإسلام. ومع هذا يبقى المبهج والمفرح بعد انطلاق مسيرة النساء يوم الثلاثاء 20 ديسمبر أن الأمل أصبح بازغا في المرأة المصرية لتكون هذه الحادثة والمسيرة بداية جديدة لنهضة المرأة المصرية..وتحول تاريخي من أجل مشاركة أساسية للمرأة ليس في الثورة فقط بل في الشأن السياسي..والأخلاقي بالمفهوم العام..النساء اللواتي هتفنا معا وفى حماية رجال مصر ”يا عسكري قول الحق البنت اتضربت ولا لأ” و”عسكر عسكر ليه.. إحنا صهاينة ولا أيه” و”المصرية متتعراش يا مجلس الأوباش” و”يسقط يسقط حكم العسكر.. بنت مصر الخط الأحمر” و” ارفعي راسك ارفعي راسك. رجلك أشرف من اللي داسك”. وفى وجود جمعة رد الشرف..حرائر مصر التي انطلقت يوم الجمعة 23 ديسمبر يكون الرد على انتهاكات المجلس العسكري..ويكون الرد على صمت وسخرية الشيوخ ..ويكون الرد على كل الانهيار الأخلاقي الذي شهدته مصر منذ بدء أحداث مجلس الوزراء في 16 ديسمبر حتى هذه اللحظة هشام الصباحي المحرر العام لموقع يوم الغضب www.fonec.info [email protected] https://twitter.com/#!/HeshamAlsabahi https://www.facebook.com/H.Asabahi