ثمانية أشهر فقط انقضت منذ أن زار الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كان وقتها وزيرا للدفاع روسيا، حينئذ تعهد نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بدعم الكرملين للرئيس الذي لم يكن قد أعلن بعد عن خوضه الانتخابات الرئاسية، وفي الأسبوع الماضي أصبحت موسكو أول دولة غير عربية يزورها السيسي، كرئيس لمصر، إذ حظي باستقبال ملكي في سوتشي، عاصمة الصيف غير الرسمية لروسيا. زيارة السيسي، إلى موسكو مؤخرا، أثارت النقاش مجددا حول مستقبل العلاقات المصرية الروسية والشراكة بين الدولتين، لا سيما في ظل ما تخوضه روسيا من صراع ضد الدول الغربية إثر الأزمة الأوكرانية، كذلك أشارت الزيارة إلى طبيعة التعاون بين البلدين مستقبلا، وعن مدى إحلال موسكو مكان أمريكا في القاهرة كحليف استراتيجي، خاصة في ظل تراجع دور الولاياتالمتحدةالأمريكية في منطقة الشرق الأسط من خلال إمعان النظر في العلاقات المترددة بين واشنطن وإسرائيل، والإخفاق الأمريكي في العراق، مقارنة بما ينظر إليه في روسيا على أنه نجاح دبلوماسي في سوريا. صحيفة وول ستريت جورنال، اهتمت بالجانب السياسي في زيارة السيسي إلى موسكو، حيث قالت إن الاستقبال الحافل الذي قدمته روسيا للرئيس المصري كان رسالة مباشرة إلى الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس باراك أوباما، بأن القاهرة لم تعد حليفة مقربة منها، وأشارت إلى أن ذلك ظهر جليا في الاستعراض العسكري وجولة السيسي وبوتين. وكالة رويترز، تناولت الجانب الاقتصادي خلال زيارة الرئيس المصري لموسكو واهتمت بالصفقات التجارية التي تم التوصل إليها بين البلدين، قائلة إن الاتفاق بين القاهرةوموسكو بشأن توريد القمح يأتي في إطار حرص روسيا على إيجاد أسواق جديدة لمنتجاتها بعد أن حظرت التوريد لكل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي وأستراليا وكندا والنرويج الأسبوع الماضي ردا على العقوبات الغربية التي فرضتها ضد موسكو بسبب الأزمة في أوكرانيا. وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، أكدت أن روسيا تأمل بكل قوة في تعزيز علاقاتها مع مصر خلال الفترة المقبلة حتى تعود كلاعب مؤثر في منطقة الشرق الأوسط، بعدما انهار أكثر من حليف تابع لها في المنطقة، مضيفة أن بوتين، يرى أن نظيره المصري سيكون هو الحليف الأمثل له في الشرق الأوسط حتى قبل فوزه بالرئاسة، خاصة عندما أعرب له خلال زيارته لموسكو في فبراير الماضي عن رغبته في الترشح لمنصب الرئاسة. قناة يورو نيوز، اعتبرت أن موسكووالقاهرة تواجهان الضغوط الاقتصادية التي تتعرضان لها عبر التعاون التجاري فيما بينهما، حيث تواجه موسكو معضلة اقتصادية نتيجة العقوبات المفروضة من الدول الغربية وحظر روسيا استيراد بعض المنتجات من السوق الأوربي، كذلك تواجه القاهرة عدة صعوبات في بناء الاقتصاد وإنشاء مشروعات ضخمة مثل تنمية محور قناة السويس الذي تعكف خلال الفترة الراهنة على تنفيذه.