حظيت القمة المصرية الروسية التى شهدها منتجع سوتشى الروسى المطل على البحر الأسود بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى وفلاديمير بوتين باهتمام بالغ فى وسائل الإعلام الروسية، التى ركزت على نتائج المحادثات التى جرت بين الجانبين، وبخاصة تلك التى تناولت التعاون فى المجال العسكرى وصادرات المنتجات الزراعية، فضلا عن التعاون فى مواجهة الإرهاب وتجاه مختلف قضايا الشرق الأوسط.وذكرت صحيفة إزفيستيا الروسية فى عددها الصادر أمس تحت عنوان «مصر تساعد روسيا على تعويض نقص المنتجات الزراعية» أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أبلغ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين باستعداد مصر لزيادة صادراتها من المنتجات الزراعية إلى روسيا بنسبة 30%.وفى تعليقها على الزيارة الرسمية للرئيس السيسى إلى روسيا ومباحثاته مع الرئيس الروسى أمس الأول لفتت الصحيفة إلى أن استقبال الرئيس السيسى فى سوتشى كان حارا واتسم بالحفاوة الكبيرة، وقالت: إن هذا تجلى بشكل كبير أثناء الاستقبال فى مطار أدلر بمدينة سوتشى، وفى جولة الرئيسين بالمنشآت الأوليمبية فى سوتشى، وأثناء المباحثات بين الرئيسين.وأشارت إزفيستيا أيضا إلى أنه أثناء المباحثات الرسمية بحث الرئيسان التعاون فى المجال العسكرى التقنى، وتحديث المشروعات التى شيدها الاتحاد السوفيتى فى مصر، بجانب الوضع فى سوريا وليبيا والعراق وقطاع غزة.وقالت الصحيفة إن أهم اتفاق من وجهة نظرها هو استعداد مصر لزيادة تصدير منتجاتها الزراعية إلى روسيا بنسبة 30%، فى ظل الحظر الذى فرضته موسكو على استيراد المنتجات الغذائية والزراعية من دول الاتحاد الأوروبي. وأضافت: لقد بحث الرئيسان أيضا إمكانية إنشاء مركز لوجيستى مصرى على البحر الأسود ومركز آخر فى مصر. واهتمت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء بموافقة مصر وروسيا على تسهيل حركة الصادرات المصرية إلى روسيا وسعيهما لإقامة منطقة تجارة حرة. كما حظيت الزيارة والمحادثات باهتمام وسائل الإعلام الغربية أيضا، حيث ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الطرفين المصرى والروسى اتفقا على تعزيز التعاون بينهما فى المجال التقنى والعسكرى، والصناعات الغذائية الزراعية خصوصا. وأشارت الوكالة فى تقرير لها من موسكو إلى أن روسيا التى تخضع لعقوبات غربية لا سابق لها بسبب دورها المزعوم فى أوكرانيا كانت قد قررت الأسبوع الماضى فرض حظر مدته عام على جميع الصناعات الغذائية الزراعية التى مصدرها الاتحاد الأوروبى والولاياتالمتحدة، ردا على العقوبات الغربية على موسكو. وأضافت الوكالة أن موسكو تبحث حاليا عن منتجات بديلة بهدف إيجاد التوازن فى أسواقها. وجدير بالذكر أن بعض دول أوروبا الشرقية بدأت تتذمر من العقوبات الغربية على موسكو لأنها تعنى توقف صادراتها من السلع الزراعية لروسيا ، وهو ما يعنى تأثر اقتصاداتها تماما. وسبق لروسيا أن أعلنت قبل أيام أنها تبحث استيراد الغذاء من دول بديلة بسبب العقوبات وقالت إن من بين هذه الدول مصر والصين والمغرب، كما بدأت بالفعل فى بحث استيراد لحوم الأبقار من البرازيل. كما ذكرت وكالة رويترز للأنباء فى تقرير لها عن القمة بعنوان روسيا تعزز تجارتها مع مصر بعد حظرها استيراد الغذاء من دول غربية أن مسئولين روسا ذكروا أن روسيا ومصر ناقشتا زيادة صادرات القمح الروسية إلى مصر واستيراد المزيد من المنتجات الزراعية المصرية، فضلا عن إمكانية إنشاء منطقة للتجارة الحرة. وقالت رويترز إن هذه الخطوة تأتى مع سعى روسيا إلى مصادر جديدة للإمدادات الغذائية بعد أن حظرت معظم واردات الغذاء من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى وأستراليا وكندا والنرويج الأسبوع الماضى ردا على عقوبات غربية بسبب أزمة أوكرانيا. ونقلت رويترز عن وزير الزراعة الروسى نيكولاى فيودوروف قوله للصحفيين فى منتجع سوتشى إن زيادة الشحنات المصرية من منتجات مثل البطاطس والبصل والثوم والبرتقال ستعوض نصف النقص فى هذه المنتجات الناتج عن الحظر. أما وكالة الأنباء الألمانية فاهتمت بصورة أكبر باتفاق البلدين على التعاون فى مجال الطاقة، ولكنها ذكرت أن الزيارة استهدفت تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين فى شتى المجالات، كما أشارت إلى أن البلدين اتفقا على أهمية قيام المجتمع الدولى بجهد جماعى لدحر الإرهاب والقضاء عليه. ومن جانبها قالت وكالة أسوشيتدبرس تحت عنوان: الزعيم المصرى فى روسيا لإجراء محادثات حول التسلح والتجارة إن الرئيس السيسى ركز فى لقائه مع بوتين دعم التعاون مع موسكو فى المجالات العسكرية والتجارية، ونوهت إلى الاستقبال الحافل الذى لقيه الرئيس السيسى لدى وصوله، والذى يؤشر إلى رغبة روسيا فى توسيع نطاق علاقاتها مع مصر التى تعد حليفا مهما للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، بحسب تعبيرها. وكانت مارى هارف نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية قد سئلت فى المؤتمر الصحفى اليومى عن زيارة السيسى لروسيا فأجابت قائلة: إن لدينا علاقات استراتيجية قوية مع مصر، وأضافت أن مصر حرة فى إقامة علاقات مع أى جهة تريدها. غير أن صحيفة فريبيكون الأمريكية نقلت عن خبراء فى المنطقة القول إن التعاون العسكرى المتوقع بين مصر وروسيا فى المرحلة المقبلة ليس أمرا مفاجئا من الجانبين بسبب مساعى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لإبعاد نفسها عن القاهرة، على حد تعبيرها، فضلا عن حاجة مصر لتنويع مصادر تسليحها بسبب حملتها ضد الإرهاب فى سيناء والتهديدات المتزايدة على الحدود الليبية، فى الوقت الذى لم تعد فيه الولاياتالمتحدة داعما يعتمد عليه فى هذا المجال. أما شبكة يورونيوز الإخبارية الأوروبية فقالت إن البلدين سيتعاونان معا فى مجال التبادل التجارى لتخفيف الضغط الاقتصادى الذى يتعرض له كل منهما فى الفترة الحالية، على حد تعبيرها.