قال خبراء سياسيون إن توطيد العلاقات المصرية الروسية يثير المخاوف لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية من تغيير السياسة الخارجية المصرية، والتي ظلت تابعة لفترات من الزمن للسياسة الأمريكية خاصة في عهد مبارك على حد قولهم. وتعرفت "البديل" على آراء العديد من السياسيين المصريين، إزاء توطيد العلاقات المصرية الروسية: فى هذا السياق، يذكر الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، أن التخوف الأمريكى من توطيد العلاقات المصرية الروسية يكمن فى أن مصر ستصبح أكثر استقلالية في سياساتها الخارجية، وستصبح أقل اعتمادا على الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وستصبح أكثر مرونة، فلم تعد تابعة للسياسة الأمريكية، فسيكون لمصر مجال للحركة بما يحقق المصلحة المصرية. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة من مصلحتها أن تظل مصر كما هي طوال عقود سابقة تابعة تبعية شبه مطلقة للسياسة الأمريكية وتتطابق معها في مواقفها السياسية، أما ما يحدث الآن وفي إطار سياسة التوجه نحو الشرق يؤدي إلى أن تكون هناك مزيد من المرونة في السياسة الخارجية المصرية. وأضاف الدكتور حسن نافعة -أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة- ربما لا تكون هناك مخاوف من شأن توطيد العلاقات بالمعنى المتعمق لأن أمريكا تعلم جيدا أن روسيا لم تعد الاتحاد السوفييتي قبل انهياره في عام 1990 وبالتالي من حق كل دولة أن تنفتح على كل دول العالم. لكنه أشار إلى أن الولاياتالمتحدة تخشى القلق من احتمال تغيير موقف مصر في السياسة الخارجية أو تغيير السياسة الخارجية المصرية لأن السياسة الخارجية المصرية في زمن مبارك كانت تابعة تبعية مطلقة للولايات المتحدةالأمريكية. وقال:"هناك تحالف استراتيجي وبالتالي هناك خشية لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية من أن تحاول مصر مثلما حاولت في عهد عبدالناصرأن ترسم سياسة خارجية أساسها الاستقلال الوطني وأساسها التحرك بعيدا عن أي تكتلات أو تحالفات خارجية وهذا سيتطلب منها الانفتاح على كل دول العالم ومن بينها روسيا" . وتابع: "المخاوف، ليست من تقارب مصري روسي وإنما من سياسة خارجية مصرية مناهضة للسياسة الأمريكية في المنطقة وبالتالي فإن تكرار الزيارات المصرية الروسية، يشير إلى معنى حث مصر على الانفتاح على دول أخرى والخروج من تبعية الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل. من جانبه قال الدكتور أيمن عبدالوهاب -الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية-:"بالتأكيد هناك تخوفات لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية لأن أي تحسن أو أي توسعات للعلاقات المصرية الروسية بشكل أو بآخر سيكون على حساب العلاقات الأمريكية المصرية". واستطرد:"في نفس الوقت لن يكون هناك تحول جذري كبير في مسار العلاقات الأمريكية المصرية، لكن لا يوجد شك فى أن التوسع مع روسيا سيكون جزء منه مرتبط بإعادة توجيه السياسة المصرية في الإقليم وسينعكس بشكل أو بآخر على زيادة الدور الروسي".