نشرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية تقريرا لها اليوم، تناولت فيه زيارة وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" للقاهرة أمس، مؤكدة أن الوزير الأمريكي تعلم خلال لقائه بالرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" عدة دروس مستفادة أبرزها أن طبيعة العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر لم تعد كما كانت عليه خلال عهد "حسني مبارك". تضيف الصحيفة الصهيونية أنه خلال عهد الرئيس المصري المخلوع "مبارك" كان يوجد نوع من العلاقات بين واشنطنوالقاهرة وتل أبيب يسمى "الدعابة الدبلوماسية"، مشيرة إلى أن لقاء "السيسي" مع "كيري" أكد أمس تلاشي هذا النوع من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وأن الرئيس المصري الجديد يتبع سياسة "الشريط الخشبي" مع أمريكا. وتطرقت صحيفة "هآرتس" إلى موقف القاهرة من المحاولات الأمريكية لتعديل بعض شروط المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مؤكدة أن القاهرة رفضت هذه المحاولات وأعلنت على لسان وزير خارجيتها "سامح شكري" أنه لن يتم تعديل شروط المبادرة سوى بموافقة كافة الأطراف ومن بينها الجهاد الإسلامي والرئيس الفلسطيني "محمود عباس". وأوضحت الصحيفة الصهيونية أن الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" لا يرغب في استمرار العملية العسكرية ضد غزة، لكن احتمال رفض تل أبيب للمبادرة المصرية يظل قائما أيضا وليس من المسلم به قبولها للمبادرة المصرية دون اعتراض، مضيفة أن محاولات التدخل القطرية والتركية تعيق اتمام المبادرة المصرية أيضا. ولفتت "هآرتس" إلى أنه على الرغم من أن "السيسي" هو الأكثر قدرة على وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وأنه هو من يملك هذا المفتاح، إلا أنه يخوض منافسة ضد الدوحة وأنقرة من أجل الحفاظ على مكانة مصر ووضعها الإقليمي، خاصة وأن تركيا وقطر تحاولان النيل من مكانة القاهرة في الشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة الصهيونية إلى أن حركة الجهاد الإسلامي ارتطت مصر وسيطا لوقف إطلاق النار، بينما تطالب حركة حماس بدور لقطر وتركيا في اتمام اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفة أن هذا الخلاف يعقد من إتمام الاتفاق وإنهاء الحرب الدائرة في غزة.