* إسرائيل كان لديها مبارك حليفا .. لكن المجلس العسكري يواجه ضغطا شعبيا قويا لاتخاذ موقف أكثر حدة ضدها * مصر الآن مختلفة هددت بسحب سفيرها وطلبت الاعتذار من إسرائيل بعد استشهاد 3 جنود على الحدود ترجمة – شيماء محمد : قالت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية إن أثار أحداث ”الربيع العربي” أجبرت إسرائيل على أن تقامر مع ما كانت منذ فترة طويلة واحدة من أساسات أمنها وهو أن تظل شبة جزيرة سيناء منزوعة السلاح وأضافت الصحيفة إن الاتفاق لحظر إعداد الجنود المصريين في سيناء على الحدود كان ركنا أساسيا من معالم معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل 1979 ، والتى أعادت المنطقة الصحراوية سيناء الى السيطرة المصرية، لكن زيادة العنف منذ يناير، والتى بلغت ذروتها في هجوم عبر الحدود هذا الشهر أسفر عن مقتل ثمانية اسرائيليين , أدى الى أن تسمح اسرائيل هذا العام على مضض بنشرمؤقت لعدة آلاف من الجنود المصريين في سيناء . هذا الاسبوع ، تدفق ما يصل الى 1500من القوات المصرية اضافية فى المنطقة مع عربات مدرعة وعدد محدود من الدبابات وسط حملة هجوم على الجماعات الاسلامية المتشددة المشتبه فيها للتخطيط لهجوم آخر . وتأمل اسرائيل ان القوات الاضافية ستساعد الحكومة المؤقتة في مصر لاستعادة السيطرة على شبه جزيرة سيناء، التي عمتها الفوضى في فبراير عندما أنسحبت الشرطة المحلية من مواقعها بعد انهيار النظام السابق للرئيس المخلوع مبارك . لكن السماح بوجود أثقل للجيش المصري على طول الحدود مع سيناء منذ حرب الشرق الاوسط عام 1967يحمل مخاطر كبيرة لاسرائيل، ولاسيما أن علاقاتها مع مصر تبدو أكثر هشاشة من أي وقت مضى فى الثلاثة عقود الماضية . اسرائيل كان لديها مبارك حليفا يمكن الاعتماد عليه . ولكن المجلس العسكري الذى حل محله يواجه ضغطا شعبيا قويا لاتخاذ موقف أكثر حدة ضد إسرائيل ، التي لا تزال بشكل عميق لا تحظى بشعبية في مصر. بعد مقتل ثلاثة من الجنود المصريين خلال توغل للجيش الاسرائيلي في سيناء هذا الشهر ، هددت مصر باستدعاء سفيرها حتى تعتذر اسرائيل رسميا عن الحادث. وقال مسئول كبير بوزارة الدفاع الاسرائيلية , طلب عدم ذكر اسمه تماشيا مع السياسة الاسرائيلية , أن “مصر الان هي مصر مختلفة ” . وقال المسئول ان إسرائيل وافقت منذ يناير للسماح لمصر بنشر ”عدة آلاف” من الجنود على طول حدود سيناء. ولكنه رفض إعطاء أرقام دقيقة ، لكنه قدر العدد بأقل من 5000 جندي وبالرغم من ذلك , قال المسئول , أن اسرائيل حتى الآن غير راضية بنتائج الجيش المصري .واضاف ” انهم لا يستطيعون أو لا يضيقون الخناق لوقف تدفق الأسلحة” ، وانه خلال الاشهر الاخيرة تم تهريب صواريخ كتف و صواريخ مضادة للدبابات عبر سيناء الى قطاع غزة . وقال ان مصر لديها القوة البشرية لإنجاز هذه المهمة ، إذا كان لديها الرغبة . وقال ” أن مسألة مستوى القوة هى مسألة ثانوية ” ، وأضاف ”الامر يتوقف على ما تفعله بقواتك, هم يمكنهم فعل الكثير، لكن عليهم قيود هائلة من شعبهم “. وقال ان مصر ينبغى أن تعيد نشر ضباط الشرطة ، وتقيم نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية ، وتدمر انفاق التهريب الى قطاع غزة وتبدأ في تطوير البنية التحتية والاقتصاد لمساعدة المجتمعات المهمشة فى سيناء . إضافة إلى مشاعر متضاربة لاسرائيل حول السماح لمستويات القوات الجديدة هي شكوك بأن قوات الأمن المصرية ربما قد لعبت دورا في الهجوم الذي وقع في 18أغسطس جنوب اسرائيل. وقال المسؤول , ان بعض المسلحين الذين قتلوا على أيدي القوات الإسرائيلية كانوا مصريين. رغم ان اسرائيل تؤمن بان العقل المدبر وراء الهجمات هم لجان المقاومة الشعبية التى مقرها غزة ، فانها تحقق في احتمال وجود دور لقوات الأمن المصرية . في الأيام الأخيرة ، اعترف مسئول اسرائيلي أن مصر أظهرت تصميم أقوى لكبح جماح العصابات الإجرامية والجماعات الإرهابية الإسلامية التى يعتقد انهم يعملون في سيناء .لكن محللون قالوا , أن الخطر بالنسبة لإسرائيل هو في فتح الباب الذي سيكون من الصعب إغلاقه مرة أخرى. فبمجرد أن يتم نشر جنود مصريين في سيناء بأعداد كبيرة ، هل يمكن لإسرائيل أن تتأكد أنها ستغادر بعد أن يتم السيطرة على تهديد المتشددون ؟ بالفعل هناك دعوات في مصر لاعادة التفاوض على اتفاقية 1979، التي تسمح للشرطة فقط بحراسة الحدود. التقييد، الذي وافقت اسرائيل على تخفيفه لمكافحة أعمال العنف الحالية ، كان لفترة طويلة مصدر إحراج للمصريين ، وكثيرون يضغطون من أجل وجود عسكري دائم في شبه جزيرة سيناء ، وهو أمر يعارضه كثير من الاسرائيليين . قال زفي مازل ، السفير الاسرائيلي السابق لدى مصر , أن ” الخطر يكمن في عودة الجيش المصرى ببطء وبشكل تدريجي , وتتم اعادة عسكرة سيناء ” , وأضاف ”لكنني لا أرى أن ذلك يحدث . الناس في إسرائيل لا يريدون أن يروا جنود مصريين على بعد فقط بضعة كيلومترات من أشدود ” ، الميناء الرئيسي لإسرائيل . وقال ان التعاون والتنسيق بين جيشي البلدين ما زال قويا ، لكن الورقة الخطيرة كانت الارتفاع الأخير في المشاعر المعادية لاسرائيل في مصر ، والأثر الذي قد يترتب على قرارات الحكومة المؤقتة . ويرى آخرون أن المصريين من غير المتوقع انه يتمكنوا من السيطرة على شبه جزيرة سيناء- وهي المنطقة التي تعتقد اسرائيل الآن انها مخترقة من قبل الجماعات التابعة للقاعدة . ويقولون ان التهديد لإسرائيل من الارهاب الموجود فى سيناء هو أكبر من خطر هجوم بري من جانب مصر. وقال مقال يوم الاثنين في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن ” القيود الإسرائيلية على الوجود العسكري المصري في سيناء يمكن ان يكون ضار بإسرائيل” وقد أدت هذه المسألة إلى الكثير من الارتباك في الآونة الأخيرة في أوساط السياسيين الإسرائيليين. وأصر المشرعون أن أي تغييرات كبيرة على المعاهدة يجب ان تتم بموافقة من قبل الكنيست الاسرائيلي . وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد انه ليس هناك حاجة الى “التسرع “ فى إدخال تعديلات على المعاهدة. وقال وزير الدفاع ايهود باراك أنه لن توجد قوات مصرية اضافية ، تتجاوز تلك التي سبق الاتفاق عليها ، من المتوقع أن تتم الموافقة عليها. بدلا من ذلك ، قال مسؤولون عسكريون اسرائيليون انهم يراجعون الترتيبات الأمنية على طول الحدود في سيناء.. إسرائيل تقوم بتسريع الجهود لبناء السياج الحدودى ، الذي من المتوقع أن يتم استكماله العام المقبل. كما نشروا ايضا وحدات مكافحة الارهاب الى المنطقة ويحاولون تحسين القدرات الاستخبارية.. وقال مسئول كبير بوزارة الدفاع الاسرائيلية , أنه تم استبعاد أفتراضات بأن الحدود المصرية ستبقى هادئة ومستقرة جانبا . وقال ” انت تحتاج إلى إعادة فحص افتراضاتك الأساسية “ , وأضاف انه قبل ثمانية أشهر ، افترضت اسرائيل ان “مصر وراءنا ، آمنة ولا تتحرك , نحن الآن في حاجة إلى قضاء مزيد من الوقت نبحث في مرآة الرؤية الخلفية “.