خصص الموقع الفرنسي "جي فوروم" اليوم، مقالا مطولا حول الإخوان المسلمين وتراجعهم في منطقة الشرق الأوسط خاصة في مصر، موضحا أن تنظيم الإخوان المسلمين في حالة احتضار. وأوضح الموقع أن القمع ضد الإخوان المسلمين لم يصل إلى هذه الدرجة من قبل، فبعد سقوط الرئيس المخلوع محمد مرسي تم اعتقال أكثر من 2000 عضو تابع للجماعة، أولهم كان الرئيس محمد مرسي، أتبع ذلك وقف عمل المؤسسات التابعة لهم ووقف أرصدتهم المالية. وتابع الموقع أن الإخوان المسلمين استفادوا كثيرا بعد صورة 25 يناير، حيث كان ينظر إليهم على أنهم البديل للنظام الديكتاتوري السابق، كما أن الحركة عملت على تنشيط خدماتها الاجتماعية والدعوية من خلال شبكة من المستشفيات والمدارس ومراكز توزيع الملابس ومواد أولية. وبين "جي فوروم" أنه يبدوا أن هذه الخدمات لم تكن كافية لإقناع المصريين ببقاء الإخوان المسلمين في الحكم، فخلف هذه الجوانب الإنسانية للإخوان المسلمين اكتشف المصريون المحسوبية وعدم الكفاءة الاقتصادية والمحاولة المستميتة لفرض أيدولوجيتهم على المجتمع. وأضاف الموقع أن المصريين فهموا الهدف وراء هذا النشاط الاجتماعي الذي يقوم به الإخوان المسلمون، ألا وهو محاولة نشر أيدولوجية متشددة ليس لها علاقة بالإسلام التقليدي في مصر، يضاف إلى ذلك محاولتهم السريعة للتخلص من كل المعارضين لحكمهم، سواء من خلال ممارسة كل أنواع الضغوط، كما حدث للساخر الشهير باسم يوسف، وكذلك محاولتهم لتأليب الرأي العام ضد مؤسسة الأزهر. وأضاف الموقع أن الفرصة الجيدة التي تقدمت للإخوان قد ذهبت بدون عودة، فالإخوان فقدوا السلطة في مصر ثم تونس وكذلك فقدوا دورهم التأثيري القوي في قطر وتركيا وغزة. وتابع الموقع أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يبحث عن مقر آخر لمكتبه بدلا من الدوحة، مشيرا إلى أنه سيتوسل إلى الرئيس السوري بشار الأسد من جديد معبرا عن ندمه على ما فعل من قبل خلال العام الماضي، وسيطلب منه قبول حماس كحليف لإيران وحزب الله مرة أخرى. واختتم الموقع بالقول إنه رغم اعتقاد البعض بأن جماعة الإخوان المسلمين لن تنتهي لتعمق جذورها في نفوس المسلمين، إلا أن هذا يتناقض مع ما مضى، فقد جاءتهم الفرصة التاريخية وضاعت بشكل حاسم، وهذا ما يؤكد دخول الإخوان في عصر جديد لا ينعكس على الماضي، عصر يؤكد أفول أشعة شمسهم التي كانت تحاول الهيمنة على الشرق الأوسط.