قال موقع أوول أفريكا إن هناك جدلا واسعا حول بناء سد جيبي الثالث في مرتفعات إثيوبيا ويبدو أن قرار بنائه بات قريب جدا وبشكل نهائي، وقد أثارت السلطات الكينية المخاوف بشأن السد لأن سيجري بناؤه على طول نهر أومو في إثيوبيا والذي هو مصدر رئيسي لمياه بحيرة توركانا في كينيا، وتابع الموقع أن برنامج الأممالمتحدة للبيئة (UNEP) عمل مع الحكومتين الكينية والإثيوبية على تطوير مشروع مشترك للتنمية المستدامة لحوض النيل. كما ذكر مسئول لبرنامج الأممالمتحدة في نيروبي أنه سوف يتم التوقيع على اتفاق بين وزارتي المياه الكينية والإثيوبية قد يكون في نوفمبر القادم، ويقترح مشروع اتفاق الإدارة المشتركة لجميع الموارد الطبيعية في بحيرة توركانا وحوض النهر والتي تمتد من منبعها إلى إثيوبيا. واضاف الموقع أن القضية هي مسألة ما إذا كان السد في إثيوبيا سوف يستنزف مياه المنبع للري حيث وجود مزارع كبيرة على الجانب الإثيوبي من الحدود ، وهي الخطوة التي تخشاها كينيا حيث ستضرر بحيرة توركانا، بضرر خطير، حيث إن أكثر من 80 في المئة من مياه البحيرة الكينية تأتي من أومو في إثيوبيا ويمكن أن منسوب المياه في البحيرة يتقلص بنسبة قد تصل إلى 10 متر مرة واحدة عندما يتم تشغيل السد، بحيرة توركانا هي أيضا موقع تراث العالمي لكينيا حيث إنها موطن للآلاف من الصيادين وغيرهم الذين يستخدمون مياه البحيرة لماشيتهم حاليا. ونقل الموقع عن توماس يلدمان، مدير إدارة القرن الإفريقي لمنظمة أوكسفام ببريطانيا " لدينا قلق كبير حول نسبة منسوب المياه من بحيرة توركانا والسؤال الكبير هو ما إذا كانت إثيوبيا سوف تستغل المياه بشكل قانوني دون ضرر جارتها أم أنهم ذاهبون للاستيلاء على تلك المياه. وذكر الموقع أن موضوع الري يمثل الآن مصدر قلق كبير لكينيا حيث يعتبر سد جيبي الذي تشرع إثيوبيا في بنائه هو واحد من ثلاث سدود سيتم بناؤها على نهر أومو وروافده والتي تقع في الجنوب وتصب في بحيرة توركانا عبر الحدود الكينية، وأعلنت الحكومة الإثيوبية أن الغرض من تلك السدود هو تحويل مياه الري من أومو لمزرعة السكر الرئيسية إثيوبيا، مما أثار الذعر في إدارة الرئيس اوهورو كينياتا . وتابع الموقع أن عقيل أنجلي رئيس جمعية أصدقاء ببحيرة توركانا قال " للمرة الأولى هذا العام ، يعترف رئيس كينيا بأن السد الإثيوبي سوف يؤثر على بحيرة توركانا . وأفاد الموقع أن تلك السدود على نهر أومو هي جزء من استراتيجية إثيوبيا تسعى لتطويرها لتصبح مصدرا رئيسيا لصناعة السكر في العالم، وتسعى أيضا إثيوبيا لبناء 10 مصاف جديدة وتكريس 5 ملايين هكتار لزراعة قصب السكر، حيث تنوي أن تستضيف جنوب أومو ستة من هذه المصانع وزراعة نصف تلك الأراضي. وقالت أوكسفام إن بناء سد على نهر أومو الذي تحدده إثيوبيا في الأصل كمشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية وينظر الآن له باسم مشروع الري على نطاق واسع يمكن أن يقلل حقاً من مستويات المياه ويؤثر على البيئة والسكان والأسماك التي تعتبر المصدر الأولي لمعيشة الشعب على البحيرة وعلى السهول الفيضية للماشية. وأكد أنجلي قائلاً نحن نعلم أن المحرك الرئيسي لإثيوبيا في بناء السد ليس فقط الحصول على المياه لغرض الري، نحن سوف نسلط الضوء على أننا في حاجة إلى النظر لتلك القضية في ما يحتاجه حوض باكمله وليس لمصلحة إثيوبيا فقط . وقال الموقع إن بناء على تقرير كلوديا كار في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، هناك مسألة أخرى تثير القلق محيطة ببناء سد جيبي الثالث وهي تشريد الناس حيث إن أعدادا كبيرة من الناس سوف يتركون أماكنهم وأعمالهم التي تعتمد على النهر بل تم بالفعل من قبل الحكومة الإثيوبية إزالة العديد من الأسر بالقوة لاحتلال السواحل الشمالية والشرقية من البحيرة والتي تمتد لكلا البلدين.