قال الموقع الإخباري "المونيتور" إن الاتفاق الروسي الأمريكي حيال الملف السوري أنقذ المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط لكنه أضر بمصالح حلفاء واشنطن في المنطقة. وأضاف الموقع أن هذا الاتفاق الذي ترفضه حلفاء واشنطن في منطقة الشرق الأوسط خاصة تركيا والسعودية وقطر وإسرائيل، أضعف من وضع هذه الدول ومن موقفها تجاه الحرب في سوريا. ويتابع "المونيتور" أن المملكة السعودية هي الأكثر يأسا تجاه هذا الموقف الأمريكي المتراجع، حيث إن الرياض كانت الأكثر داعما لشن حرب ضد الرئيس السوري بشار الأسد، متسائلا: ماذا يمكن للسعودية أن تفعل من أجل الانتقام لهذا الخذلان الذي تعرضت له؟. وأشار الموقع إلى أنه في يد السعودية أن تكثف من موجة الاعتداءات الإرهابية التي تقع في العراق، كما أنه يمكنها أن ممارسة الضغوط على التحالف السوري المعارض تحت رئاسة أحمد جربا، كي يتخذ موقف أكثر أصولي متطرف. وفي هذا السياق، يوضح "المونيتور" أيضا أن السعودية قادرة على لعب دور نفوذ قوي في لبنان عبر مكاتبها المحلية، فحلفاء الرياض اللبنانيون خاصة الحريري لا يقيمون اهتماما لهذا الاتفاق الروسي الأمريكي، خاصة بعد التجاهل من قبل الولاياتالمتحدة للرياض أثناء التفاوض مع روسيا. ويضيف "المونيتور" أنه مهما يكون الموقف السعودي متحفظا تجاه هذا الاتفاق، فهذا لا يمنع الضربة القوية التي تعرضت لها المصالح السعودية في المنطقة، أما بالنسبة لحلفاء السعودية في بيروت فهم يقدرون خطورة هذا الاتفاق على دور حليفهم السوري على المستوى السوري والإقليمي والدولي، فالسعوديون فقدوا الأمل تقريبا في أن يروا سقوط الأسد وتولي حلفائهم الحكم، فالموقف السعودي تعرض لصفعة قوية، حيث سقط جزء كبير من المصالح السعودية وطموحاتها الإقليمية. ويوضح "المونيتور" أن هذا الاتفاق بدأت تظهر نتائجه السلبية على المصالح السعودية، خاصة تجاه سعي واشنطن إلى التقرب من إيران مجددا، بل ورغبتهم في أن يحل الإيرانيون كحليف لها في المنطقة بدلا من آل سعود خاصة وأن إيران تتجه لتكون القوى الإقليمية الكبرى في المنطقة. وأضاف الموقع أن السعودية تحاول أن تبدوا مدعمة للحوار مع إيران بل أنها دعت الرئيس الإيراني حسن روحاني للحج في مكة، لكن خوفها من هذا التقارب نحو إيران يبدوا واضحا تماما، حيث إن الرياض لا تحب أن ترى أمريكا وإيران جالستين على طاولة مفاوضات واحدة، كما أن الخوف الأكبر الذي يثير قلق الدبلوماسيين السعوديين هو أن يستيقظوا يوما ويجدوا أمريكا وإيران متوحدتين لمكافحة الإرهاب المتمثل في الجماعات التكفيرية التي تدعمهم السعودية خاصة في الحرب ضد الرئيس الأسد. ويختتم الموقع بالقول إن الاتفاق الروسي الأمريكي أقلق حسابات السعودية، خاصة والتي كانت ترغب أن تكون القوى الوحيدة الاقليمية، إلا أن هذا الاتفاق أعاد العملاق الروسي مرة أخرى إلى منطقة الشرق الأوسط، كما أن الجميع يعلم جيدا أن العلاقات بين الكرملين والرياض ليست جيدة فروسيا تقف بشدة ضد الطموحات السعودية.