أكد موقع تحليلي أمريكي أن الحرب في سوريا والنفق المظلم الذي وصلته المحادثات النووية مع طهران هما أهم المسائل التي تقلق الإدارة الأمريكية، وهناك أسباب تجعل واشنطن تدعم الإرهاب في سوريا دون أن تتدخل عسكرياً بشكل مباشر. ونشر موقع "إلمونيتور" التحليلي الأمريكي تقريراً بقلم السيد حسين موسويان، حيث تطرق فيه إلى المواقف الأميركية تجاه الأزمة السورية والزيارات الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى بعض بلدان المنطقة بغية حلحلة هذه الأزمة سلمياً وتحت مظلة وطنية سورية . و جاء في هذا التقرير: ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي زار روسيا لإقناع حكومة فلاديمير بوتين بعدم دعم حكومة بشار الأسد، واجه استقبالاً بارداً في موسكو، وقد تأخر الرئيس الروسي بوتين مدة ثلاث ساعات عن الحضور في كرملين للقاء كيري! وعندما كان الأخير يتحدث عن مجريات الأحداث في سوريا، فإن بوتين كان يعبث بقلمه! وأضاف التقرير: لقد تفاقمت الأزمة السورية إثر خمسة أسباب أساسية من شأنها تقليل احتمال تحقيق حلّ سلمي وتقوية احتمال حدوث حرب إقليمية في الشرق الأوسط لا تحمد عقباها حتى ل "إسرائيل" والولاياتالمتحدة، وهذه الأسباب هي: استخدام التكفيريين أسلحة نووية: في شهر أغسطس عام 2012م حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره بشار الأسد من مغبة استخدام أسلحة كيمياوية واعتبر ذلك خطاً أحمر إذ من شأنه إقحام الولاياتالمتحدة في النزاع السوري بشكل مباشر. يذكر أن الإرهابيين بعد ذلك استخدموا غاز السارين السام (غاز الأعصاب) وأيد ذلك أحد الأعضاء البارزين في منظمة الأمم العلاقة الوطيدة بين المعارضين السوريين وتنظيم القاعدة الإرهابي: منذ بداية الأزمة السورية فإن المعارضة قد وقفت جنباً إلى جنب مع تنظيم القاعدة الإرهابي المدعوم حالياً من تركيا وقطر والسعودية و"إسرائيل" وأمريكا، وهو أمر واقعي لا ترديد فيه مطلقاً. استراتيجية الإدراة الأميركية في دعم المتطرفين والمعارضين السوريين: أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل مؤخراً أن واشنطن لا تعارض تسليح المعارضة السورية، وباراك أوباما بدوره قد أمر بتزويدها بأجهزة متطورة. الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية: استخدمت "إسرائيل" نوعاً جديداً من الأسلحة في هجومها الرابع على الأراضي السورية، أما الهدفان الأساسيان لحكومة "تل أبيب" من ذلك فهما ترجيح كفة قوات المعارضة المتحالفة مع تنظيم القاعدة الإرهابي والتي تعرضت لضربات مبرحة من قبل الجيش السوري، والآخر هو هدف خبيث يروم الصهاينة منه استمرار الحرب الداخلية في سوريا كي يصبح هذا البلد متناحراً وضعيفاً ولا يشكل أي خطر على "تل أبيب". حرب المراقد المقدسة: أما خامس سبب يذكر هنا فهو يتمثل في حرب المراقد المقدسة، بعد أن قام الإرهابيون والمعارضون في سوريا بتخريب العديد من الأماكن المقدسة لدى المسلمين ومساجد الشيعة كان آخرها نبش مرقد صحابي رسول الله (ص) حجر بن عدي وتخريبه. وشدد التقرير على مسألة هامة ومتوقعة، وهي أن التكفيريين سوف لا يتوقفون عند سوريا فحسب، بل سوف يؤرقون سائر بلدان العالم انطلاقاً من مذهبهم السلفي المتطرف، وأن الدعم الصهيوني الأميركي لهذه الفئة الإجرامية سوف ينعكس سلبياً على العالم برمته، بما في ذلك واشنطن و"تل أبيب" وأنقرة والدوحة والرياض، وسوف لا تقتصر أفعال الإرهابيين اللامبررة على تخريب الأماكن المقدسة لدى المسلمين وقتل الشيعة في العراق وسوريا فحسب، بل ستطال كل من يقف بطريقهم مهما كانت مشاربه.