قال الكاتب والصحفي المصري "محمد حسنين هيكل" إن الضربة العسكرية الأمريكيةالغربية على سوريا، لن تكون محدودة ولن تكون واسعة، بل هي حرب تبدأ بصاروخ وتنتهي بما لا يقل عن تغيير الشرق الأوسط، إن لم يكن النظام العالمي. وأضاف "هيكل" في مقال نشره اليوم الأربعاء، علي موقع العربي الناصري الإخباري، بعنوان "سيناريو الحرب على سوريا وأهدافها"، "إن الكل يتوقع ضربة أمريكية غربية على سوريا، والكل بانتظار الوقت المعلوم، والجميع يعرف أن سوريا أضحت هدفا أمام العدوان الأمريكي الغربي المتجدد على المنطقة". وأوضح "هيكل" "أن للعدوان هدفا معلنا يمنع نظر المتبصرين عن الالتفات إلى الأهداف الحقيقية، وحتما لا يمكن لعاقل أن يقول إن الحمية الأمريكية التي كانت سببا بقتل مئات الآلاف إن لم يكن أكثر من البشر على مدى سنوات، ثارت ثائرتها اليوم بسبب هجوم كيميائي زعمت أن الحكومة في سوريا تسببت به، وهي التي كانت تحطم التواجد القوي للحركات التكفيرية والمجموعات المسلحة الإرهابية المسيرة من أمريكا ومحورها الشيطاني، وهي التي كادت تدمر هذه المجموعات التي لجأت إلى استخدام الكيميائي، الذي تزودت به من تركيا والسعودية وغيرها، فرمت به ناحية الجيش السوري الذي كان قد توغل داخل الأحياء التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين، لذلك وقع هذا العدد الكبير من المدنيين وتوقف التقدم الكبير للجيش". ولفت "هيكل" إلى الدور الكبير الذي لعبته قوة المقاومة في تغيير مجريات الأمور، ليس فقط في معركة القصير، وإنما ما حصل من قبل ومن بعد معارك كبرى غيرت موازين القوى بشكل كبير، منها الصمود الأسطوري بمطار "منغ" إلى المحافظة على أحياء ومناطق مهمة في حلب، وصولا إلى دورها في معارك ريف اللاذقية، وصولا إلى أهم من كل ذلك معركة درع العاصمة، التي تؤدي إلى استعادة كامل المناطق المحيطة بالعاصمة في الغوطتين الشرقيةوالغربية، بما لا يترك وجودا استراتيجيا للمجموعات الإرهابية المسلحة، إلا في حلب وبعض المناطق الأخرى في حين تكون العاصمة قلب الوطن وعماده في مأمن. وتابع "هيكل"، "الأعجب من ذلك أن عملية ضخمة كتلك العملية، تعتبر أهم من عملية القصير تمت بسرية كاملة، قبل التنفيذ ولم تأخذ الحيز الإعلامي الذي أخذته القصير، وكان ذلك سبب نجاح وتقدم الجيش السوري ومباغتته للمسلحين، ولقد كادت قوات "بندر" ودمى أمريكا تتهاوى، فكان لا بد من اللجوء إلى السيناريو الذي شاهدناه، قصف كيميائي ضحيته الأطفال والنساء". وأشار "هيكل" إلى السعي لتدمير قوة "حزب الله" وقوى الممانعة، التي توحدت اليوم كي لا يبقى لسوريا سند، مشيرا إلى أنه لا يستبعد إذا امتدت الحرب أن تطال لبنان و إيران والعراق وكل الخليج وحتى الشرق الأوسط، وربما بعد ذلك حرب عالمية ضروس. وحذر "هيكل" من أن الحرب ستبدأ بشكل مباغت، وما يقوله "أوباما" عن مواعيد افتراضية أو انتظار رأي مجلس العموم أو الرأي العام الأمريكي هو خدعة وتمويه عن تحديد تاريخ الضربة، لأن القوات المعتدية بحاجة إلى الوقت ليس من أجل تغيير الرأي العام الذي لا وزن له بهذه معادلة، وإنما لأجل تمركز القوات بشكل صحيح عندها تبدأ ساعة الصفر ويبدأ الهجوم.