* أحمد: أول كلمة سأعلمها لولدي حين يبدأ الكلام هي لا نريد بشار.. إلى متى سنظل مضطهدين؟ * مفوضية اللاجئين: أربعة آلاف سوري فروا إلى لبنان خلال حملة القمع بينهم ألف من تلكلخ * لبنانيون يخلون بيوتهم لاستضافة النازحين من سوريا وعمر: بعدما شاهدنا الدبابات لن نرضى بأقل من تنحي بشار البقاعية- رويترز: قال سوريون فروا للنجاة بحياتهم من حملة قمع أمنية في بلدة تلكلخ الحدودية السورية إن العنف جعل توجهاتهم أكثر تشددا تجاه الرئيس بشار الأسد وأن الاضطرابات لن تنتهي إلا عندما يتنحى. وأضافوا أن الأسد فقد مصداقيته وأنه فات أوان تنفيذ الإصلاحات لأن قوات الأمن فرضت حصارا على البلدة وتداهم البيوت وتعتقل وتقتل العشرات. وقال أحمد الذي فر من تلكلخ حيث شنت قوات الأمن والجيش والموالون للأسد الذين يعرفون بالشبيحة حملة قمع الأسبوع الماضي “أول كلمات سأعلمها لولدي الذي يبلغ من العمر عاما واحدا هي.. لا نريد بشار.” وتساءل قائلا “هل هذه هي إصلاحاته.. أن يقمع الشعب.. إلى متى سنظل مضطهدين..” وطلب أحمد كغيره من اللاجئين الذين التقت بهم رويترز في قرية البقاعية على الحدود اللبنانية ألا يذكر اسمه الكامل لحماية أفراد عائلته الذين لا يزالوا موجودين في سوريا. وتقول جماعات حقوقية إن قوات الأسد قتلت أكثر من 800 شخص في حملة ضد الاحتجاجات التي استلهمت انتفاضات أخرى في أرجاء العالم العربي. وتقول السلطات السورية إن جماعات مسلحة مدعومة من إسلاميين ومن قوى خارجية هي المسؤولة عن معظم أعمال العنف وقتلت أكثر من 120 من أفراد الجيش والشرطة. واتهم كثيرون من النازحين القوات السورية بالتحيز ضد المسلمين السنة الذين يشكلون الأغلبية في سوريا التي يحكمها منذ عقود أتباع الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد وهي إحدي فرق الشيعة. وفي مسجد في قرية البقاعية جرى تحويله إلى ملجأ مؤقت قال لاجيء عمره 18 عاما يدعى عمر إنه اعتقل وتعرض للضرب على أيدي قوات الامن وهو يرتب لفرار نساء من البلدة الأسبوع الماضي. وقال اللاجيء الذي كانت عينه اليسرى متورمة وحمراء لرويترز “قال جندي.. دعه يموت كالكلب لأن اسمه عمر.” وعمر اسم شائع بين السنة ونادرا ما يوجد بين الشيعة وينظر إليه في المنطقة على أنه علامة على الهوية السنية. وتمثل الاحتجاجات أخطر تحد لحكم الأسد الذي رد عليها بعدة لفتات إصلاحية من بينها إلغاء حالة الطواريء المفروضة في البلاد منذ عقود لكنه أرسل أيضا دباباته إلى العديد من المدن السورية لقمع الاحتجاجات الدائرة منذ تسعة أسابيع. ونقلت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن السلطات المحلية السورية القول بأن أربعة آلاف سوري عبروا الحدود إلى لبنان منذ أواخر أبريل الماضي وأن حوالي ألف شخص فروا من تلكلخ إلى منطقة وادي خالد في لبنان الأسبوع الماضي. وترك بعض السكان اللبنانيين بيوتهم لإفساح المكان للاجئين. وامتلا المسجد في قرية البقاعية بالأفرشة والمتعلقات. وجلس بعض اللاجئين الآخرين في مداخل البيوت وهم يدخنون النارجيلة ويتابعون بتوتر عبر شاشات التلفزيون الدبابات وهي تتخذ مواقع على بعد كيلومترات. وقالت أم حمزة التي تقيم في بيت مع 35 شخصا آخرين إنها وعشرات الأشخاص الذين حشروا أنفسهم في شاحنة ليل السبت لاجتياز الحدود في رحلة قصيرة تعرضوا لإطلاق النار من قريتين قريبتين يشكل العلويون غالبية سكانها. وقالت لرويترز “كانت النيران من الجهتين. الرصاص كان يتساقط علينا كالمطر. أصيب ستة أشخاص.” وأيد شخصان آخران على الأقل روايتها. وقال بعض السكان وخصوصا الرجال اإنه لا مجال لأن يعودوا إلى سوريا بينما حكومة الأسد لا تزال تحكم سيطرتها. وعبروا عن أملهم في أن تندلع احتجاجات حاشدة في دمشق وفي حلب ثاني كبرى المدن السورية وأن ينشق جنود على الجيش. وفي أثناء ذلك فإن كل ما يمكنهم عمله هو أن يبقوا على تحديهم. وقال لاجئ آخر اسمه أيضا عمر “تعودنا على المطالبة بالحرية... لكن بعد أن شاهدنا هذه الحرية في صورة دبابات وترويع على يد الجيش لن نقبل بشي أقل من تنحيه.”