أكد وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس أن حل الأزمة السورية يمر عبر رحل الرئيس السورى بشار الأسد عن الحكم فى البلاد. وقال فابيوس - فى حديث لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية نشرته اليوم (الأحد 10 مارس/آذار) أن نهاية الصراع فى سوريا تتطلب أيضا الحفاظ على مؤسسات الدولة "التى يجب ألا يتم تدميرها" ، لتجنب مزيد من الفوضى فى البلاد. وأوضح أن معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطنى السورى المعارض يصر وبحكمة على أن "سوريا الغد" سوف تعترف وتضمن حقوق كل أطراف المجتمع، كالعلويين والدروز والسنة والمسيحيين "وهو نفس موقف باريس". وأضاف فابيوس "نناقش كل هذا، ونبذل كل جهد للمضي قدما، بما فى ذلك مع الامريكيين، والائتلاف السوري، والعديد من البلدان في المنطقة وروسيا أيضا "لأن هناك حاجة ملحة " لنهاية الصراع فى سوريا. وأكد وزير الخارجية الفرنسى أن إيران وروسيا تقومان بتسليم الأسلحة إلى (الرئيس السورى) بشار الأسد. وقال فابيوس أن هناك أسلحة أيضا فى سوريا " أقل قوة" تقدم للمقاومين (السوريين) ولكنها ليست من أوروبا "وقد تم طرح مسألة تخفيف الحظر على الأسلحة للمعارضة".. مشيرا إلى أن باريس ليست منغلقة فى هذا الشأن ولكن هناك البعض يعترض على ذلك "ويتم إتخاذ القرار المستوى الأوروبي" وذلك ردا على سؤال حول إمكانية رفع الحظر الأوروبى المفروض على الأسلحة لدعم المتمردين فى سوريا. وعن الأوضاع فى سوريا بعد عامين من إندلاع الثورة مع وجود مليون لاجئ، وما يقرب من 70 ألف قتيل..شدد فابيوس على انه لايمكن للمرء إلا أن "يثور فى مواجهة المجزرة". وأوضح رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن بلاده كانت أول من أرسل الدعم والمساعدة لسوريا في المناطق المحررة، كما كانت أول من أعترف بالائتلاف الوطني السوري، الذى يمثل المعارضة "ومنذ ذلك الحين، حذت العديد من الدول والجهان هذا الطريق حيث تعتزم الجامعة العربية تخصيص مقعد سوريا بها للائتلاف". وأضاف أن باريس أعتمدت سفيرا للائتلاف لديها (منذر ماخوس قبل أشهر قليلة) وسوف يتم تثبيته رسميا في فرنسا الاسبوع المقبل فى إشارة إلى تخصيص مقرا جديدا للسفارة السورية بالعاصمة الفرنسية. وتابع "من خلال قنوات متعددة، سياسية ودبلوماسية وعملية، نؤيد المعارضة..كما نساعد الدول المجاورة المتضررة" من الأزمة السورية فى إشارة إلى الدول التى تستضيف اللاجئين السوريين. وردا على سؤال حول استطلاعات الرأى التى تظهر أن فرانسوا أولاند أصبح الرئيس الفرنسى الاقل شعبية فى الجمهورية الخامسة فى غضون أشهر قليلة، أوضح وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس أن الاستطلاعات تركز على الوضع الاقتصادى "ومهمتنا هي عدم التعليق، ولكن معالجة الاقتصاد الفرنسي في إطار من العدالة والحوار". وأعتبر رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن الوضع الحالي ليس فقط أزمة " ولكنه هو تغيير حقيقي في العالم واننا يتعين علينا أن نواجهه طالما لم يتم التحرك بشأنه من قبل". وأضاف أن أوروبا لم تعد تهيمن على العالم كما كان الوضع قبل مائة عام ولابد من العمل بشكل أكبر إذ أن المنافسة الدولية والتكنولوجيات الحديثة أدت إلى تغيير كل شىء. ورأى أن التعليم والبحث (العلمى) هما المفتاح الحقيقي للمستقبل، مضيفا أنه ولمواجهة هذا العالم الجديد، فإن الحكومة الفرنسية تضع على رأس أولوياتها التدريب، والعمالة، والابتكار بخلاف كفاءات التشغيل وايضا الاستثمارات المستهدفة لبناء المستقبل " وهذا لن يحدث في غضون ستة أشهر، ولكنه أمر ضروري. في نهاية الطريق، سيحكم الفرنسيون على النتائج".