شهدت الفترة الأخيرة، تراجعاً ملحوظاً في موقف جماعة الإخوان المسلمين تجاه القضية الفلسطنية، بعدما ظلوا طوال فترة حكم الرئيس المخلوع مبارك يطالبون بفتح باب الجهاد لاسترداد الأراضي الفلسطنية، حتى وصل الأمر بأن يصف الرئيس مرسي، رئيس وزراء إسرائيل ب"الصديق الوفي" في إحدى خطاباته إليه. استطلعت "البديل" آراء بعض "اليساريين" عن تحول الموقف "الإخواني" من دعم القضية الفلسطنية. حيث قال أحمد بهاء الدين شعبان، وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري، إن تحول الإخوان بعد وصولهم للحكم تجاه القضية الفلسطنية، ناتج عن تقديمهم تنازلات وضمانات للولايات المتحدةالأمريكية والغرب، بحماية مصالحهم وعلى رأسها وجود اسرائيل، والإلتزام بالإتفاقيات وعلى رأسها كامب ديفيد، ودفع حماس للتهدئة وهو ما حدث في الفترة الأخيرة، ولم تطرح أي قضية لها علاقة بإسرائيل، وتم الإلتزام باتفاقيات "الكويز" والتبادل السياسي والاقتصادي، ولن يتغير ذلك طالما ظلت جماعة الإخوان على كرسي الحكم. وفي نفس السياق قال أحمد بلال، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع، "الإخوان كانوا يتحدثون عن الجهاد لكسب تعاطف الشعب المصري والظهور وكأنهم المدافعون عن قضية فلسطين، هذا في الوقت الذي كانوا يحصلون فيه على تمويل من بريطانيا التي أصدرت وعد بلفور ومنحت للصهاينة الحق في اغتصاب فلسطين". وأضاف أن الإخوان كانوا يهتفون بالجهاد ضد الكيان الصهيوني، بينما كانوا يعقدون لقاءات مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ومع السفراء الأمريكيين في القاهرة، ليؤكدوا لهم التزامهم بأمن إسرائيل، حتى إذا وصلوا للسلطة وصف رئيسهم مرسي نفسه بصديق بيريز الوفي، ووصف بيريز بصديقه العزيز، مؤكدً أن الإخوان تنظيم دولي له بنوك وشركات وأرصدة في عشرات الدول، وأي لهجة عدائية ضد إسرائيل أو عمل عدائي ضدها سيضع أموال الجماعة تحت سيف العقوبات الأمريكية والتي سيكون من بينها تجميد الأرصدة، لذلك فإنه من المقبول لدى الإخوان أن تضرب إسرائيل الأقصى كل يوم، ولكن من غير المقبول على الإطلاق أن تضرب الولاياتالمتحدة الجماعة على "جيبها". من جانبه قال خالد تليمة، عضو المكتب التنفيذي للتيار الشعبي، إن تراجع موقف الإخوان هي محاولة استرضاء أمريكا، التي تعبث بالمنطقة لصالح الكيان الصهيوني، مضيفًا أن جماعة الإخوان تخشى على كرسي الحكم بعدما ظلت تحلم به لمدة 80 عاماً، وأنها لم تكن يوماً ما داعمة للقضية الفلسطنية، ولكنها كانت تحاول إحراج النظام السابق، في الوقت الذي كان قادتهم يجسلون مع القيادات الأمريكية لتقديم تنازلات من أجل كرسي الحكم.