تضاربت التقارير الأجنبية حول علاقة جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة في مصر بدولة إيران، ففي الوقت الذي نشرت فيه مجلة "الإيكونوميست" أن الحكومة المصرية تتقرب من إيران، وتزعج دولاً أخرى كدول الخليج وتركيا وليبيا، ذكرت صحف صهيونية أن هناك صراعًا إيرانيًّا مع الإخوان للسيطرة على قطاع غزة. مجلة "الإيكونوميست" نشرت أمس الأول تقريرًا موسعًا حول التقارب المصري الإيراني، وقالت المجلة إن هذا التقارب يزعج حلفاء مصر مثل تركيا وقطر والسعودية وليبيا. تامر الميهي القيادي بالحزب المصري الديمقراطي يرى أن النظام المصري لن يستطيع أن ينفتح على العلاقة مع إيران؛ نظرًا لطبيعته السياسية، فهو متحالف مع تيارات إسلامية ترفض بشدة التطبيع مع إيران باعتبارها دولة شيعية. وأضاف الميهي في تصريحات خاصة ل "البديل" أن مصر تريد أن تضيف لنفسها هامشًا للتحرك، وتتقارب مع إيران في حدود دور أوسع للسياسة الخارجية، حتى إن احتاج الأمر أن تقوم مصر بدور الوساطة، وأيضًا هناك تقارب بين النظامين باعتبار إيران نظامًا إسلاميًّا. أماني الخياط أمينة الإعلام في الحزب المصري الديمقراطي أشارت إلى أن المنافسة الآن حول من يمول قطاع غزة، وأضافت أن قطر تؤدي الدور الذي كانت تؤديه إيران منذ أواخر التسعينيات، حين قامت إيران بتمويل حركة حماس التي كانت تؤدي أدوارًا خدمية بأموال إيرانية لمساندتها في الانتخابات المحلية أمام فتح، وكان ذلك على خلفية الموقف التي اتخذته فتح المقارب للتوجهات الغربية حيال طهران بعد أن أغلقت سفارة إسرائيل وكانت تنتظر استجابات مختلفة من حكومة فتح. واعتبرت إيران حماس في الفترات السابقة جزءًا من محور المقاومة والممانعة، وفقًا لأماني الخياط، وساعدتها في فتح مكاتب لها في دمشق، وأكدت الخياط أن مساعدة إيران لحماس لم تقتصر على التمويل المادي الذي قوَّاها على الأرض أمام فتح، ولكنها فتحت الباب للتعليم والتدريب والتمويل. وأضافت أن دور الإخوان ساعد بعلاقاته مع قطر على أن تؤدي الأخيرة هذا الدور بدلاً من إيران.