ناقشت ورقة بحثية عن الأمن القومي، أعدها الخبير العسكرى، اللواء أركان حرب حمدى بخيت، التهديدات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية للأمن القومى المصرى، فى ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة. وكشف "بخيت" خلال الندوة اليوم، أن الفتنة الطائفية، والجهل وانخفاض مستوى التعليم، عدم السيطرة على النمو السكانى، والانضباط، بجانب الخلل الواضح فى التركيبة الاجتماعية للمواطنين، تعد من أهم العوامل التى تهدد الأمن القومى من الداخل. واعتبر "بخيت" استيراد الثقافة الغربية من العوامل التى تهدد الامن القومى اجتماعيا اضافة الى العولمة، لافتا الى أن هناك عناصر تبث الأفكار الهدامة، من خلال الشائعات، عبر الإعلام غير المسئول، والمنشورات، والصحافة الغربية، التى تسعى للوقيعة بين أبناء الشعب، بتسريبات مكذوبة عن الجيش أو الرئاسة، ووصفها بأنها منظومة تنفذ أفكار حرب نفسية ضد الدول؛ ومنها مصر، مشيرا الى أنه لا ينبغى أن ننبهر بالمستشرقين، وكأنهم يعرفون بلادنا خيرا منا، وعلينا الاستفادة منهم بما يتسق مع عادتنا. وقال عن التهديدات العسكرية للأمن القومى، إن الصراعات الدخلية بين القوى السياسية والإخوان والسلفيين والأقباط، اضافة الى أزمة النوبة والتمرد والعنف من أهم التهديدات الداخلية للأمن العسكرى، محذرا من الانجرار وراء من يرددون أن المؤسسة العسكرية تسعى للحكم، لافتا الى أن ما يهدد أمننا، هو انشغال القوات المسلحة بالسياسة، لأنها ليست من العقيدة العسكرية، مشيرا الى ان القوات المسلحة تراقب عن كثب، وتدعم الشعب فى اختياره. وأشار "بخيت" الى أن القواعد والأحلاف حول مصر، أحد الركائز التى تضرب الأمن العسكرى فى الصميم، وانه منذ عهد عبد الناصر والأمريكان يستهدفون إنشاء قواعد لهم، لكنه رفض قائلا: "إن استطعتم تبرير إقامة قاعدة عسكرية للشعب المصرى فأقيموها، أما إنا فلا استطيع مخاطبته الشعب فى هذا الأمر ". وحذر بخيت من أن عدم كفاية الإنتاج يهدد الأمن القومى، مشيرا الى أن حوادث الإرهاب، التى حدثت فى سيناء، كانت مخطط لاستدرج القوات المسلحة فى حرب غير تقليدية، لاستنزافها، لكنها استوعبت الموقف ولم تخدع. وقال "بخيت" إن الحشد على الحدود، من جانب إسرائيل، و المناورات العسكرية، وامتلاك الخصم أسلحة نووية نحتسبها تهديدًا للأمن القومى، اضافة الى التدخل العسكري فى دول الجوار. وأوضح "بخيت" أن هناك تهديدات اقتصادية للأمن القومى؛ منها التخلف وانسياق الناس وراء الشائعات والأفكار المضللة، لافتا الى اننا نستطيع أن نقضى عليها، بتكاتف كل عناصر الأمة.