أقامت لجنة العلوم السياسية أمس، بالمجلس الأعلى للثقافة، ندوة "الأمن القومى بعد الثورة"؛ حاضر فيها اللواء أركان حرب حمدى بخيت، والدكتور طارق فهمى - أستاذ العلاقات الخارجية بجامعة القاهرة، وأدارها الدكتور إكرام بدر الدين. تحدث اللواء حمدى بخيت عن مهددات الأمن القومى المصرى، ليحصرها في بعدين: الاقتصادي والعسكرى، حيث قال: إن التخلف وانسياق الناس وراء الشائعات، من مهددات الأمن القومى، ونستطيع معالجتها بنشر الوعى الثقافى. وأضاف أن البطالة تجعل الإنسان معرضًا للانخراط في الأعمال غير المشروعة لتوفير لقمة عيشه، وأن ضعف الإنتاج يؤثر على حالة الجنية المصرى، وهو ما يمثل تهديدات داخلية للأمن القومى. أما عن التهديدات الخارجية، فقال: أصبحنا شبه منعزلين عن العالم، فمصر تعاني حصارا اقتصاديا، وإن كان بشكل غير مباشر، مثلما يحدث لدفع مصر لتوقيع اتفاقية العنتيبى، والمساعدات أيضا تجعلنا نقع تحت الضغط من الدول المانحة وهذه من أهم التهديدات الخارجية لمصر. وعن التهديدات العسكرية، قال "بخيت": إن منها الصراعات المختلفة، والتمرد والعنف، والقواعد والأحلاف التى توجد حول مصر، وعدم كفاية الإنتاج الحربى والإرهاب. وتحدث الدكتور طارق فهمى عن التهديدات الراهنة والمحتملة فى الدائرة الأفريقية "السودان وحوض النيل"، والتهديدات الراهنة والمحتملة للحركة المصرية فى أفريقيا بشكل عام، حيث إن هناك بيئات إقليميه غير مرحبة بالحركة المصرية السياسية والاقتصادية، تغذيها دول خارجية مثل إسرائيل وأمريكا. وأشار إلى وجود منظمات غير حكومية وشركات مرتزقة تعمل تحت أجندات إنسانية مثل حماية حقوق المرأة والطفل من النزاعات المسلحة، بينما يتم تمويلها في الواقع من جهات استخباراتية، وتعمل فى الإتجار بالبشر والمخدرات. وأشار "فهمى" إلى أن هناك تحركات استخباراتية مكثفة من إسرائيل وأمريكا وفرنسا وبريطانيا، والتى تتقاطع مصالحها مع الأمن المصرى القومى، مع محدودية القدرات المصرية على إيجاد مجالات للارتباط الاقتصادي مع بعض الدول الأفريقية، فى ظل ارتباط هذه الدول مع الغرب والدول المانحة للقروض.