الوعود التى أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين قبل وأثناء حملة الرئيس محمد مرسى الانتخابية، من أن هناك مشروعاً عظيماً للنهضة فى بر مصر متى صح عزم المصريين وانتخبوا مرشحهم الرئاسى، لاسيما وأن هذا المشروع سيجلب مليارات الدولارات للوطن وأن المواطن الذى عانى الحرمان لعقود وعقود ستفيض عليه أنهار من اللبن والعسل وربما المن والسلوى، وهى وعود صدقها الكثيرون من بسطاء هذا الوطن اللذين ما فتأوا يصدقون الحكومات المتعاقبة من العصور الفرعونية، وهذا التصديق فى أغلب الأحيان مرده أن ما باليد حيلة لكن أكثر معارضى الإخوان ومرسى تشائماً لم يتوقعوا الآثار الكارثية لهذا الوهم العظيم الذى أسمى مجازاً بالنهضة، رغم أن نجاح مرسى لم يمض عليه سوى شهور قلائل..وهو ما جعل الكثير من قيادات الجماعة تحمل حكومة قنديل تارة وفلول النظام تارة أخرى والمجلس العسكرى المنتقل لرحمة مولاه تارات أخرى بالرغم من أن القاصى والدانى يعلم يقيناً أن المجلس إياه كان لا يهش ولا ينش بالتعبير العامى. لكن خروج الشاطر والى مصر الفعلى واعترافه بأن النهضة المقصود بها نهضة العقل والفكر وما أعقب ذلك من اعتراف وزير التنمية المحلية وهو رمز من رموز الوطنى المنحل وفل عظيم من فلوله، لكنه اكتشف واكتشفنا نحن أيضاً أنه نهضاوى عظيم وإخوانى قديم وأن تواجده طيلة عشرات السنوات فى حكومة المخلوع محافظاً ولواء بالجيش ليس إلا ذراً للرماد فى العيون. ولم يجد الناس مناصاً بعد أن أفاقوا على خازوق النهضة سوى السخرية منه وإطلاق الأغانى والقفشات والنكات عليه مثل نهضة الفنكوش باعتباره مثل الاختراع الذى وجد عادل إمام نفسه فى الفيلم المشهور "واحدة بواحدة" مضطراً الى الكذب على الراقصة خشية ان تقوم بفضحه. ما الحل إذن وكوارث النهضة تتوالى يومياً مثل حوادث الطرق والقطارات والخزانة الخاوية التى حولت رئيس الوزراء الى متسول عام باسم المصريين فى كل دول العالم بما فيها بلاد تركب الأفيال؟ ما الحل والتردى الواضح والتراجع الملحوظ فى الخدمات والمرافق أصبح السمة المميزة للنهضة الإخوانية المزعومة التى اتضح أنها مشروع عظيم لفرض الجباية على المواطنين والتسول منهم بحسابات سرية لا أحد يعلم أين تذهب المبالغ المودعة فيها؟. جماعة الإخوان ونوابها البرلمانيين ما انفكوا يروجون للشعب المغلوب على أمره أن حكومة الجنزورى تتعمد تعطيل المسيرة الإخوانية وأنهم اضطروا اضطراراً للدفع بخيرت الشاطر ثم محمد مرسى للانتخابات حرصاً على صورتهم أمام الرأى العام ورغبة فى خدمة الشعب، فيم الفنكوش واحدة بواحدة يقدم حلاً عبقرياً لتلك المعضلة اقترح نظر لحبى الشديد للإخوان وحرصى على استمرار المسيرة وشفقتى على الرئيس مرسى من غضبة شعبية تقضى على الأخضر واليابس بفرض أنه مازال هناك أخضر أو يابس. فى الفيلم وجد مدير الشركة على -الفنان أحمد راتب -حلاً عبقرياً اقنع صلاح فؤاد المدير الفعلى للشركة بتنفيذه، وهو اقناع الموظف البسيط هريدى بالانتحار وتحميله فشل اختراع الفنكوش مع الوعد برعاية أسرته مادياً ومعنوياً بعد انتحاره. مادام مشروع النهضة لم يكتب بعد مثله مثل الفنكوش تماماً علينا إذن أن نتكاتف حكومة ومعارضة وقوى سياسية ومنظمات حقوقية للبحث عن هريدى وإقناعه بالانتحار وتحميله فشل مشروع النهضة حلاً للمشكلة التى أوقعنا الإخوان فيها وحرصاً على مستقبل مصر فى هذه المرحلة الدقيقة. Comment *