أثارت تصريحات المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، التى قال فيها إن تنفيذ مشروع النهضة يحتاج إلى شعب مؤهل ومتحمس ومقتنع بالفكرة، غضباً واسعاً فى الأوساط السياسية لتشابهها مع ما قاله الدكتور أحمد نظيف، رئيس وزراء عهد مبارك، وعمر سليمان، نائبه، اللذين قالا إن الشعب المصرى غير ناضج ولا مؤهل للديمقراطية. وكشف الدكتور ثروت الخرباوى، القيادى الإخوانى السابق، عن وجود خلافات مستترة داخل جماعة الإخوان المسلمين تظهرها تصريحات الشاطر المتناقضة بأن المشروع يحتاج إلى شعب واعٍ، رغم تصريحه سابقاً بأنه لا يوجد أصلاً مشروع للنهضة. وقال الخرباوى ل«الوطن»: «تصريحات الشاطر تصب فى غير صالح الحكومة، وتكشف عن خلاف داخل الجماعة حالياً، تظهر دلائله فى إبعاد خيرت الشاطر عن كثير من ملفات الدولة»، مبرراً تصريحات الشاطر بأنها وسيلة ليحصل بها على مساحة يتحرك فيها داخل النظام. وأكد «الخرباوى» أنه لا يوجد من البداية أى مشروع للنهضة، وكل هذا كان مجرد دعاية للرئيس مرسى إبان الانتخابات الرئاسية، مضيفاً أن جماعة الإخوان المسلمين لا تحمل فكراً محدداً كى تمتلك مشروعاً للنهضة. ووصف «الخرباوى» مشروع النهضة ب«الفنكوش» الذى لا يعرف أحد شيئاً عنه، وأن الشاطر يدلى بتلك التصريحات لأنه يعلم ذلك جيداً ويريد إخبار الرأى العام بأن المشروع وهمى. من جانبه قال الدكتور عمرو الشوبكى، أستاذ العلوم السياسية، إن تصريحات الشاطر تعكس فشلاً مبكراً لما يسمى بمشروع النهضة، قائلاً: «من التخلف أن يعتقدوا أن مشروعهم سيحل كل مشاكل المجتمع». وأضاف ل«الوطن»: «هم يريدون إلقاء اللوم على الشعب مقابل الاعتراف بأن المشكلة فى أفكارهم التى اقترحت باستعجال لاستخدامها فى الدعاية الانتخابية لمرسى». وتساءل الدكتور عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن مشروع النهضة، قائلاً: «هو فين مشروع النهضة، ليس إلا مجموعة أفكار عرضت على الشعب دون خريطة واضحة للتنمية وتطوير البنية التحتية؟». وأضاف جاد أن المشروع مجرد كلام، مستدلاً على ذلك بقولهم إنه سيجلب 200 مليار دولار فى الوقت الذى يقترضون الآن من صندوق النقد الدولى. وانتقد «جاد» الحديث عن عدم وعى الشعب فى ظل عدم وجود مشروع.