قامت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بتحليل الشخصيات المتقدمة لإنتخابات الرئاسة خلال تغطيتها لسباق الرئاسة المصري، وذكرت أن شخصا أمضى حياته المهنية بجانب حسني مبارك ، الرئيس السابق، والآخر قضى سنوات في سجونه. الآن أصبح كلا منهما من كبار المتنافسين، فيما يعد أول إنتخابات رئاسية تنافسية ذات مصداقية في التاريخ المصري . عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق صاحب الكاريزما الجذابة والذى لديه حظا وافرا فى المنافسة، ومنافسه الرئيسي، عبد المنعم أبو الفتوح ، القيادى السابق فى جماعة الإخوان المسلمين، والذي تمرد عليها، وقد جذب له الآن دعما ليس فقط من الإسلاميين الشباب ولكن أيضا من عدد متزايد من الليبراليين واليساريين. وعلى الرغم من أنه لا يوجد استطلاعات رأي كثيرة يمكن الاعتماد عليها، الا انه خلال أيام منذ فتح باب التسجيل تقدم حوالى أكثر من 300 شخص للدخول في السباق. لكن بعيدا عن السيد موسى والسيد أبو الفتوح، فإن معظم المرشحين المعروفين يمثلون أنماط سياسية مألوفة: المدرسة القديمة، والاتجاه المحافظ الاسلامي ، والاشتراكية الناصرية الشعبية وممثلا للاتجاه العسكري ونخبة رجال الأعمال الذي كان اخر رئيس وزراء للسيد مبارك . في الخلفية تنتظر جماعة الاخوان المسلمين ، التيار الإسلامي السياسي الرئيسى التي فاز حزبها بما يقرب من نصف الأصوات في البرلمان . تعهدت جماعة الإخوان المسلمين بعد وقت قصير من إطاحة الرئيس مبارك العام الماضي انها لن تتقدم بمرشح للرئاسة . وقال قادتها انهم يخشون من أن نصرا لهم قد يثير حملة قمع عسكرية. بدلا من ذلك، المشهد السياسى المصرى يمتلئ الآن بشائعات حول من هو المرشح الذى قد تؤيده أو تعارضه جماعة الاخوان . الحكام العسكريون , الذين استولوا على السلطة بعد الرئيس مبارك , تعهدوا أيضا بالبقاء بعيدا عن السباق الرئاسى ، والذين يقولون انه سيكون نهاية لفترة حكمهم فى المرحلة الانتقالية حيث بعد الجولة الاولى من التصويت يوم 23 و 24 مايو ، جولة الاعادة فى 16 و 17 يونيو، واعلان الفائز بحلول 21 يونيو ، وعد الجنرالات بالعودة إلى الثكنات. وقد حافظ الجيش على قواعد انتخابات عهد مبارك التي كانت تعترض منافسين محتملين. جدول زمني مضغوط ، وقواعد تمويل ملتوية وحدود إنفاق صارمة، كل هذا يجعل من الصعب على القادمين الجدد الوصول إلى الناخبين. أسهل طريقة هي كسب تأييد واحد من حفنة من الأحزاب في البرلمان، على الأقل 30 من أعضاء البرلمان . أو بدلا من ذلك المرشح عليه الحصول على توكيل 30 الف مواطن من15 محافظة لملأ استمارة مفصلة خلال ساعات العمل في مختلف المكاتب الإدارية المركزية فى مصر – وكل ذلك في أقل من شهر . وكان من بين جميع المتنافسين على الرئاسة ، كان السيد أبو الفتوح هو الاكثر صراحة بشأن السيطرة المدنية الكاملة على الجيش، وحماية الحريات المدنية والإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية والتعليم. ويقول مستشاروه أن اكبر تحدى له هو المعارضة من زملائه السابقين في جماعة الاخوان المسلمين. أعلن المتحدث باسمها، محمود غزلان، هذا الاسبوع ان الجماعة سوف تطرد أي عضو دعم السيد أبو الفتوح . بينما يعتبر البسطاء عمرو موسى وزير خارجية مبارك، والذي أدار نقاشا اسطوريا تلفزيونيا مع نظيره الإسرائيلي وهو الذى جعل منه بطلا قوميا. في عام 2001 ، وكان موضوع أغنية شعبية ، “أنا باكره إسرائيل وباحب عمرو موسى “. ويعتبر الكثيرون قيام مبارك بنقل السيد موسى إلى وظيفة أقل بروزا كأمين عام لجامعة الدول العربية الغير فاعلةن غضطهاداً تعرض له موسى على يد النظام السابق. رغم ذلك، من غير المتوقع أن يهز عمرو موسى جذريا الحكومة المصرية أو علاقاتها مع إسرائيل.