أعربت روسيا عن قلقها إزاء العقيدة النووية الجديدة التي أعلنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، أمس الجمعة، والتي ركزت فيها بشكل ملحوظ على روسيا وتنامي قدراتها النووية وطبيعة استراتيجيتها وعودتها إلى منافسة القوى العظمى، وعلى الرغم من ورود أسماء الدول المشتبة بها من قبل أمريكا التي وصفتها بأنها تشكل خطرًا على الأمن الأمريكي مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية، فإن روسيا كانت لها في هذه العقيدة مكانة رئيسية ووجهت لها انتقادات لاذعة، حيث أكدت واشنطن أنها تتطلع لشروط وظروف أفضل تسمح لها بإقامة تعاون شفاف وبناء مع روسيا، ونوهت إلى أن استخدامها للسلاح النووي سيكون في الظروف الطارئة فقط لحماية مصالحها وحلفائها. السفير الروسي في الولاياتالمتحدة أناتولي أنطونوف، قال إنه لا بد من الدراسة التفصيلية والدقيقة للعقيدة الأمريكية الجديدة موضحًا أنه تعرف على الجزء العلني منها فقط بالإضافة إلى التعليقات والملاحظات الأولى التي أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي جميس ماتيس، وقال: برأيي الشخصي وحسب عملي فترة طويلة في مجال نزح السلاح وعدم الانتشار النووي، تعد هذه التصريحات الأولى عن العقيدة "المثيرة للقلق"، أو دعونا لا نتسرع ونقول عنها إنها مثيرة للتساؤلات. اتهامات أمريكية وجهت أمريكا العديد من الاتهامات لروسيا في نص وثيقة العقيدة النووية الأمريكية الجديدة وجاء فيها: تقوم اليوم روسيا، بتحديث سلاحها النووي، فضلا عن الأنظمة الاستراتيجية الأخرى، وما يدعو إلى القلق أكثر هو اعتماد روسيا لاستراتيجيات عسكرية تنطوي على توسيع القدرات النووية، إلى جانب استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم والتهديدات النووية لحلفائنا بما يؤكد عزم موسكو على العودة إلى مجابهة القوى العظمى. ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العقيدة النووية الجديدة لبلاده بالواقعية مؤكدًا أنها ستضمن الردع النووي الفعال، وأنها تؤكد الالتزام الأمريكي تجاه عدم انتشار الأسلحة النووية، فيما برر وزير الدفاع جيمس ماتيس، السبب الذي دفع بلاده للتركيز على روسيا بأنه الرد على تنمية القدرات النووية الروسية وطبيعة استراتيجيتها وعقيدتها، وعودتها إلى منافسة القوى العظمى. رفض روسي رفض السفير الروسي أناتولي أنطونوف، ما ورد في العقيدة الأمريكية من اتهامات لروسيا بخرق معاهدات خاصة بضبط الأسلحة النووية وغير ذلك من التزاماتها الدولية، إضافة إلى التهديد الروسي المزعوم بالمبادرة في توجيه ضربة نووية محدودة، مؤكدًا أن بلاده تتعامل بجدية ومسؤولية مع التزاماتها في مجال نزع السلاح وتنفذ المعاهدات المبرمة بدقة، مشيرًا إلى أنه استغرب بصورة خاصة من الادعاء الوارد في الوثيقة، بأن موسكو رفضت أو ترفض اقتراحات أمريكية بشأن مواصلة تقليص الأسلحة الهجومية الاستراتيجية. واعتبر أنطونوف، أن الولاياتالمتحدة تخترع "فزاعة" متمثلة في روسيا، من أجل تبرير نمو الإنفاق العسكري وزيادة القدرات النووية الأمريكية، موضحًا أن اللغة المستخدمة في الخطاب الأمريكي لا تسهم في إقامة عملية تفاوضية سليمة، مشددا أنه لا يجوز مخاطبة روسيا من موقع القوة وبغطرسة. ووضح أنطونوف، أن موسكو حذرت مرارًا وبشكل رسمي، أن موافقتها على معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، كانت مرهونة بمستوى الدفاع الصاروخي القائم وقت التوقيع عليها، ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار ما حدث في مجال الدفاع الصاروخي في وقت لاحق، بعد أن قررت واشنطن الانسحاب من معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية عام 2001. ترامب يهاجم الجميع لم تكن الاتهامات التي وجهت لروسيا في العقيدة النووية الامريكية الجديدة الأولى من نوعها من قبل الإدراة الأمريكية، فقد دعا ترامب في وقت سابق في خطابه أمام الكونجرس الأمريكي إلى إنهاء خفض الميزانية العسكرية للبلاد، وضرورة تحديث الترسانة النووية الأمريكية وجعلها قوية لدرجة تسمح لها بكبح جماح أي عمل عدواني وقال: إننا نواجه في جميع أنحاء العالم أنظمة مارقة وجماعات إرهابية ومنافسين مثل الصينوروسيا اللتين تتحديان مصالحنا واقتصادنا وقيمنا، إلى جانب سعي كوريا الشمالية المتهور لامتلاك أسلحة نووية. ونوه ترامب إلى أن إدارته لن تقوم بتكرار أخطاء الإدارات السابقة التي أدت إلى وصول الولاياتالمتحدة إلى وضع خطير، قائلا: التجربة الماضية علمتنا أن الرضا والتنازلات لا تثير سوى العدوان والاستفزاز.