اعتبر السفير الروسي في الولاياتالمتحدة أناتولي أنطونوف، أن العقيدة النووية الأمريكية الجديدة تثير تساؤلات حول طبيعة التعامل الأمريكي مع موسكو، مؤكدا أن روسيا لن تقبل بالتشكيك في التزامها بنزع السلاح النووي. قال أنطونوف للصحفيين خلال مؤتمر بصحفي واشنطن إنه لا بد من الدراسة التفصيلية والدقيقة للعقيدة الأمريكية الجديدة، مضيفا أنه تمكن من التعرف على الجزء العلني من هذه الوثيقة فقط، إضافة إلى التعليقات والملاحظات الأولى، التي أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس. وأضاف أن هذه التصريحات مثيرة للقلق بالتأكيد، داعيا إلى التأني في دراستها وعدم التسرع في إبداء الآراء بها. وركزت العقيدة النووية الجديدة التي أعلنتها الولاياتالمتحدة أمس الجمعة، على روسيا بشكل ملحوظ، وجاءت ردا على "تنمية قدرات روسيا وطبيعة استراتيجيتها وعودتها إلى منافسة القوى العظمى"، على حد تعبير ماتيس. ورفض أنطونوف ما ورد في العقيدة الأمريكية من اتهامات لروسيا بخرق معاهدات خاصة بضبط الأسلحة النووية وغير ذلك من التزاماتها الدولية، إضافة إلى التهديد الروسي المزعوم بالمبادرة في توجيه "ضربة نووية محدودة". وأكد السفير الروسي أن بلاده تتعامل بجدية ومسئولية مع التزاماتها في مجال نزع السلاح وتنفذ المعاهدات المبرمة بدقة، مشيرا إلى أنه استغرب بصورة خاصة الادعاء الوارد في الوثيقة، بأن موسكو رفضت أو ترفض اقتراحات أمريكية بشأن مواصلة تقليص الأسلحة الهجومية الإستراتيجية وأوضح أنطونوف أن موسكو حذرت مرارا وبشكل رسمي، أن موافقتها على معاهدة الأسلحة الهجومية الإستراتيجية، كانت مرهونة بمستوى الدفاع الصاروخي القائم وقت التوقيع عليها، على معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية عام 2001. ووصف مخابطة أمريكالروسيا ب "الغطرسة"، موضحا أن ما صاحب من صدور العقيدة النووية الأمريكية الجديدة من تعليقات، لا يسهم في إقامة عملية تفاوضية سليمة. واعتبر أنطونوف أن الولاياتالمتحدة اخترعت "فزاعة" متمثلة بروسيا، من أجل تبرير نمو الإنفاق العسكري وزيادة القدرات النووية الأمريكية، مؤكدا ضرورة مواصلة التعاون بين موسكووواشنطن في مجال نزع السلاح.