انطلقت بطولة العالم للخماسي الحديث للكبار، أمس الثلاثاء، وتستضيفها مصر في الفترة من 21 وحتى 29 من الشهر الجاري بمشاركة 31 دولة وهي: مصر، الأرجنتين، بيلاروسيا، البرازيل، بلغاريا، كندا، شيلي، الصين، كوبا، التشيك، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، جواتيمالا، المجر، أيرلندا، إيطاليا، اليابان، كازخستان، كوريا، لاتفيا، ليتوانيا، المكسيك، موناكو، بولندا، روسيا، جنوب إفريقيا، تركيا، أوكرانيا، أمريكا. ويشارك في البطولة 96 لاعبًا و79 لاعبة و182 مدربًا وإداريًّا بواقع 357، وتشارك مصر في البطولة بعشرة لاعببين، وهم ياسر حفني، إسلام حامد، شريف ياسر، أحمد أشرف أنور، شريف نظير، واللاعبات هايدي عادل «بطلة إفريقيا»، سندس طارق، سلمى أيمن، مريم عامر، نورين بولس. وتشهد البطولة الحالية حدثا فريدا من نوعه؛ حيث أرسلت اللجنة الأولمبية الدولية وفدًا من أجل متابعة نهائي تتابع مختلط، في إطار دراسة اللجنة الأولمبية إضافة ميدالية ثالثة للخماسي الحديث في الدورة الأولمبية المقبلة، التي تستضيفها «طوكيو» في 2020. ورغم الطفرة التي تشهدها مصر في هذه الرياضة على الصعيدين القاري والدولي، حيث تصنف الأولى عربيًا وإفريقيًا، واستضافت العديد من البطولات التي ينظمها الاتحاد القاري، وكان آخرها بطولة الخماسي الحديث للكبار الحدث الذي يقام للمرة الأولى في القارة السمراء، يظل عدد كبير من المصريين لا يعلم ما تفاصيل لعبة الخماسي الحديث وكيف تمارس. تاريخ اللعبة على عكس المعروف لدى عدد كبير من متابعي اللعبة، أنها حديثة العهد، إلا أن التاريخ أثبت أنها تعود إلى ما قبل الميلاد، لكنها لم تكن على شكلها الحالي، بل مارسها اليونانيون القدماء وأدخلوها جدول الألعاب الأولمبية القديمة التي كانوا يحيونها على شرف الآلهة، وتضمن الخماسي أيام الإغريق الجري في طول الاستاد والقفز ورمي الرمح والقرص والمصارعة، وأدخل الأولمبياد القديم لأول مرة في نسخته الثامنة عشرة عام 708 قبل الميلاد، وهناك قول مأثور للفيلسوف الإغريقى أرسطو، مفاده "أن الرجال الرياضيين الأكثر روعة هم المبدعون في المسابقات الخماسية، لأنهم يجمعون القوة والسرعة والتناسق الجسماني". وفي عام 1912، طور الفرنسي بيير دي كوبيرتان، رياضة الخماسي الحديث التي كان يمارسها اليونانيون، ويقول الاتحاد الدولي للألعاب الخماسية الحديثة: «فكرة اختيار خمس ألعاب مختلفة ومتنوعة تشكل بمجموعها الخماسي الحديث، وبرزت من فكرة أساسية تستند إلى إحساس جياش ومغامرة قاسية لضابط ارتباط عسكري سقط من ظهر جواده في أرض العدو، لكنه دافع عن نفسه ببسالة مستخدما مسدسه وسيفه، ثم سبح وعبر نهرا هائجا، ثم سار على قدميه ونجح في إيصال رسالة كان يحملها لمسؤوليه». تأسيس أول اتحاد دولي للخماسي الحديث تأسس الاتحاد الدولي للخماسي الحديث عام 1967، وكان اسمه "الاتحاد الدولي للخماسي الحديث والبينتاثلون" حتى عام 1993، حين استقلت البينتاثلون باتحاد خاص تحت مسمى الاتحاد الدولي للبينتاثلون. مما تتكون رياضة الخماسي الحديث؟ الرماية: يستخدم اللاعب طبنجة ضغط هواء على مسافة 10 أمتار، وتتألف من أربع جولات، يطلق المتنافس خمس طلقات في كل جولة. المبارزة: منافسة في سلاح سيف المبارزة في مجموعة واحدة مدة المنافسة ثلاث دقائق فقط. السباحة: وتضم أيضًا السباحة الحرة لمسافة 200 متر. الفروسية: كما تضم الفروسية وقفز السدود والتي تتم بحصان غير مألوف لدى الفارس وتقدمه اللجنة المنظمة، ويجب أن تكون الخيول قريبة في المستوى ويجري نوع من الاقتراع لتخصيص حصان لكل فارس، ثم يتاح له ثلث ساعة يقفز فيها 5 قفزات في التسخين، ثم يقفز على الكرسي الذي يتكون من 12 سدا و15 قفزة عبر سد ثنائي مركب وسد ثلاثي مركب. الضاحية: اختراق الضاحية لمسافة 3 آلاف متر. ويجب أن يتمتع لاعب الخماسي الحديث بقوة وذكاء ورشاقة حيث ينافس الرياضي في الألعاب الخمسة التي ذكرناها سلفًا الرماية والمبارزة والسباحة والفروسية والضاحية، ويمنح الشخص الذي يجمع أكبر عدد من النقاط في المسابقات الخمس المركز الأول والميدالية الذهبية. ظهرت لعبة الخماسي الحديث في الأولمبياد لأول مرة في دورة الألعاب الأولمبية بستوكهولم 1912، ومنذ ذلك الحين لم تغب الخماسي الحديث عن أي من الدورات التالية، و تأخرت مشاركة السيدات في هذه الرياضة كثيراً وسجلت لأول مرة في أولمبياد سيدني 2000. القوة العظمى ومكانة مصر في اللعبة وتعد المجر والسويد وروسيا في طليعة الدول المميزة في هذه الرياضة، قبل أن تتطور اللعبة وتظهر قوة جديدة على الساحة مثل كوريا الجنوبيةوروسياوإيطاليا، وتعد مصر المصنف الأول على الصعيد الإفريقي والعربي. نجوم مصر في الخماسي الحديث يعد عمرو الجزيري، الذي اعتزل اللعبة في مارس من العام الجاري عن عمر ناهز 30 عامًا، من أشهر الرياضيين المصريين الذين مارسوا اللعبة، ودفع الزواج والرغبة في التفرغ للعمل بالجزيري المصنف 16 على العالم لاعتزال منافسات الخماسي الحديث بعد نحو 13 عاما قضاها في الملاعب. واستهل الجزيري، الذي لعب لأندية الشمس والجزيرة وطلائع الجيش، مشواره الدولي بتحقيق المركز التاسع في بطولة العالم للشباب في بلغاريا عام 2004، وهو نفس العام الذي شهد مشاركته لأول مرة مع المنتخب المصري، وشارك في ثلاث دورات أولمبية متتالية أعوام 2008 و2012 و2016 في ريو والتي انهاها في المركز 25 ضمن الترتيب العام. وحقق الجزيري العديد من الإنجازات على صعيد الرياضة، كان آخرها فوزه بذهبية بطولة كأس العالم التي أقيمت بالقاهرة في فبراير من العام الماضي وذهبية الفرق ضمن بطولة العالم بروسيا في مايو الماضي.