* السياسه الخارجيه يحددها سياقها التاريخي ولا يجب أن يكون موقف فرنسا من الصراع بين الشرق والغرب هو المحدد لسياستها في القرن الحادى والعشرين * الصحيفة تحذر من السخرية من حقوق الإنسان باسم “الواقعيه ” والتعالي على الشعوب واستخدام “كليشيهات” ك”الشارع العربي” و”الأحقاد القديمة” * الصحيفة: تعزيز الديمقراطية كان من أبرز سمات حركة المحافظين الجدد لكن السياسات الخارجية لفرنساوواشنطن لم تطبقه ترجمة- بسمة مصطفى: رصدت صحيفة “لوموند” الفرنسي تعالي أصوات سواء من اليمين أو اليسار وتصاعد في النقاش حول انتخابات الرئاسه المقبله في اتجاه التكريس للعوده إلى مرحلة المحافظين الجدد أو الاستغراب. وفي مقال كتبه بورنو تيرتريه، أستاذ العلوم السياسيه ومؤلف كتاب عن انتشار الأسلحه النوويه والحروب فى العراق وأفغاستنان، قال بمقدورنا القول إنه حدث ما يمكن تسميته ب”تمزق أطلسي” في عام 2007، وكانت السياسات الخارجية قد تغيرت منذ عام 1991، وتحت حكم فرانسو ميتران، ربطت فرنسا نفسها بواشنطن من أجل شن الحرب على العراق، ووقعت اتفاقيات الدفاع الملزم مع العديد من دول الخليج وتقاربت مع حلف شمال الأطلسي. وفى عهد جاك شيراك، حاولت فرنسا المناورة مع منظمة حلف شمال الأطلسي للتدخل في كوسوفو دون تفويض من الأممالمتحدة، وعرفت قيمة المنظومة الدفاعية الصاروخية وأخدت موقفا حادا حيال القضية النووية الإيرانية. وعند وصول “نيكولا ساركوزي” إلى السلطة فى فرنسا ادعى انتماءه إلى “العائله الغربية”، بينما لم يفعل فرانسوا ميتران شيئا مختلفا عن هذا عام 1982، وتطورت العلاقات الفرنسيه الأمريكيه منذ نهايه عام 2008 كثيرا، وتميزت بالنحياز غير المشروط من باريس إلى واشنطن. وبالنسبه للمحافظين الجدد فهي حركه لها أيديولوجية مرتبطة بفترة زمنية محددة، وأبرز سماتها في السياسات الخارجيه وهى تعزيز الديمقراطيه ومن الصعب القول بأن تلك كانت من السمات المميزه للدبلوماسيه خلال الخمس سنوات الأخيرة. على العكس لم تنفذ الوعود التي أطلقت عام 2007، سواء في التعامل مع روسيا أو الصين أو العالم العربي، بينما كان الاستثناء الوحيد مع ليبيا التي تم اتخاذ موقف حاسم معها من ساركوزى وإسرائيل. وعلاوه على ذلك فإن قضية النهج “الميتراني” يخفى فى كثير من الأحيان مواقف مشكوك فيها مثل الخطابات التى تتملق مشاعر العزة والكرامة الوطنية، على غرار خطاب دو فيلبان. أو السخرية في مواجهة حقوق الإنسان، باسم “الواقعيه ” أو التعالي على الشعوب، واستخدام ال”كليشيهات” والمصطلحات الفضفاضة المشكوك في دقتها، مثل “الشارع العربي”، أو “الأحقاد القديمة”، ناهيك عن “الأبوية” في السياسات الخارجية مع أفريقيا. وأضاف في نهاية المقال أنه، على أي حال فإن بديهيات السياسه الخارجيه يحددها سياقها التاريخي، وبالتالي لا يجب أن يكون موقف فرنسا من الصراع بين الشرق والغرب بمثابه “المرشد” أو الموجه لأنشطتنا الدوليه في القرن الحادى والعشرين. فالنقاش حول التوجهات المستقبليه للسياسات الخارجيه هو الأهم ولا ينغبى تحديد المواقف بناء على منظور أيديولوجي خاطىء أو غامض. ولا يجب بالطبع تحديد المواقف بناء على أفكار انتهت صلاحيتها منذ 1991،