طلب المجلس الانتقالي الليبي السبت من النيجر تسليمه الساعدي القذافي نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، على إثر إعلانه نيته العودة إلى ليبيا في تصريحات أطلقها خلال مقابلة مع قناة العربية. وقال الناطق الجديد باسم المجلس محمد نصر الحريزي في بيان إن “المجلس الوطني الانتقالي المؤقت يطلب من حكومة النيجر أن تقوم بتسليم الساعدي ومن معه من الفارين من العدالة إلى السلطات الليبية على الفور حتى تحافظ على علاقاتها ومصالحها مع الشعب الليبي”. وكان الساعدي أعلن في مقابلة مع قناة العربية أنه سيعود إلى ليبيا “في أي لحظة” مضيفا أن القسم الأكبر من الشعب الليبي غير راض عن الأوضاع الحالية. وقال إن هناك “انتفاضة تكبر كل يوم وستكون هناك انتفاضة في كافة أنحاء البلاد”. وتابع “عودتي إلى ليبيا ستكون في اي لحظة، وساعمل على منع عمليات الانتقام والثأر”. من جهته، نفى الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي حصول أي اتصال بالقذافي. وقال محذرا “ليعلم الساعدي ومن يقف وراءه أن ثوار 17 فبراير لم يلقوا سلاحهم بعد وأنهم على أهبة الاستعداد لمواجهة أي محاولة طائشه بقوة لم ولن يتصورا مداها أو شدتها”. وأجرى وزير خارجية النيجر بازوم محمد اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي عاشور بن خيال أعرب فيه عن أسفه واعتذاره للحكومة والشعب الليبي عما حدث، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء الليبية. من جهته، أعرب بن خيال عن الاستياء والاحتجاج الشديدين لما قام به “الساعدي ابن الطاغية القذافي”، وأكد “لوزير خارجية النيجر أن هذه التصريحات قد تهدد العلاقات الثنائية بين البلدين، وأن على حكومة النيجر أن تتخذ إجراءات صارمة ضده بما فيها تسلميه إلى ليبيا لمقاضاته على الجرائم التي ارتكبها ضد أبناء الشعب الليبي. وتظاهر عشرات الأشخاص السبت أمام مقر سفارة النيجر في طرابلس وكتبوا على جدرانها شعارات تطالب بتسليم الساعدي القذافي. وكان الساعدي القذافي (38 عاما) فر من ليبيا عبر حدودها الجنوبية الى النيجر في أغسطس الماضي اثناء سقوط طرابلس الذي أنهى حكم والده الذي استمر 42 عاما. ومنحت النيجر القذافي حق اللجوء وترفض تسليمه الى طرابس على الرغم من المطالبات المتكررة للسلطات الليبية. وتتهم السلطات الليبية الساعدي القذافي “بالاستيلاء على ممتلكات بالقوة والترهيب في حقبة ترؤسه للاتحاد الليبي لكرة القدم”. وأصدر الإنتربول “مذكرة حمراء” بحقه لمطالبة دوله الأعضاء ال188 بتوقيفه. وكان رئيس النيجر محمد ايسوفو أعلن في 11 نوفمبر أن بلاده قد منحت الساعدي القاذفي حق اللجوء “لأسباب إنسانية”.