دعا إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في خطاب له بخصوص الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى إلى جمعة غضب واسعة ونفير عام في كافة الأراضي الفلسطينية نصرة للأقصى، منوها إلى أن هذا اليوم سيكون علامة فارقة في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك. وقال هنية: ندعو إلى يوم الغضب ويوم النفير العام على مستوى الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، لتكون الجمعة نقطة مهمة في طريق الدفاع عن القدس، مشيرا إلى أن مدينة القدس والمسجد الأقصى خط أحمر ولن تمر سياسة القمع والاعتداءات التي يواجهها الشعب الفلسطيني في القدس. وأضاف أن الشعب الفلسطيني كله يقف خلف أهالي القدس والمسجد الأقصى، داعيا الدول العربية والإسلامية إلى أن تنظر لما يجري في القدس وتساند النفير في كل بقاع الأرض للدفاع عن الأقصى. وأكد هنية على أن رفض الشعب الفلسطيني للبوابات الإلكترونية التي تم وضعها على أبواب المسجد الأقصى يدل على أن هذا الشعب عصي على الانكسار، موجها تحيته للمقدسيين الذين يدافعون عن شرف الأمة الإسلامية. ويواصل الفلسطينيون في القدس لليوم الخامس على التوالي اعتصامهم أمام بوابات الأقصى، رفضا للبوابات الإلكترونية، في ظل دعوات للنفير العام لرفض هذه الإجراءات التي تؤول إلى تقسيم الأقصى. ويستعد جيش الاحتلال لهذه الدعوات بنشر قواته في جميع المناطق في مدينة القدس للتصدي للنفير وتخوفا من انفجار الأوضاع في القدس. وفي ظل تزايد أعداد المعتصمين من المقدسيين على أبواب الأقصى، يستمر الاحتلال بالسماح للمستوطنين باقتحامات متتالية للمسجد الأقصى، حيث تم رصد ما يقارب 40 اقتحاما خلال اليوم، وبحماية من جنود الاحتلال. وتجاوبت دائرة الأوقات الإسلامية مع دعوات النفير العام، حيث أصدرت قرارا بإغلاق جميع المساجد في كافة أحياء وقرى القدس، والتوجه يوم الجمعة لأداء الصلاة في المسجد الأقصى. وتبعتها الهيئة الإسلامية في مدينة يافا المحتلة، بالإعلان عن إغلاق جميع المساجد في المدينة والتوجه للمسجد الأقصى لصلاة الجمعة. ويرى محللون أن تطور الأوضاع في القدس لا يحتاج إلى رد عسكري أو تصعيد من فصائل المقاومة المختلفة، بل إن العمل الجماهيري الشعبي هو الحل الأكثر فعالية في ظل تلك الإجراءات ضد القدس والمسجد الأقصى. ويقول المحلل مازن صافي إن لغة سياسية حازمة بجانب حراك جماهيري واسع النطاق في كل البقاع الفلسطينية وتحريك الشارع ضمن برنامج وطني موحد، سيكون أكثر نفعا من أي رد عسكري. ويرى محللون أن فصائل المقاومة الفلسطينية قد تكون في حالة تجهيز واسعة لعمليات موجعة داخل الضفة الغربيةالمحتلة، بحيث يكون ردها كرسالة للجميع بأن المقاومة الفلسطينية قادرة على القيام بعمليات فدائية داخل المناطق المنزوعة السلاح من الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويستمر الاحتلال الإسرائيلي منذ مطلع الأسبوع في إجراءات قمعية بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى، حيث قامت بإغلاق المسجد الأقصى وعدم السماح للمصليين بأداء شعائرهم الدينية، في خطوة يراها مراقبون بأنها أولى الخطوات الفعلية لتقسيم المسجد الأقصى وتغيير الوضع القائم.