بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، أصبحت هناك أسئلة ملحة تثار داخل الصين حول علاقتها بإفريقيا، وكيفية الاستفادة من فوز ترامب في عرقلة العلاقات الأمريكية الإفريقية، مستغلين تصريحاتة السلبية تجاه القارة. قال موقع هافنجتون بوست إن هناك مؤشرات مبكرة على أن بعض البلدان الإفريقية، خاصة البلدان التي تعاني من المشكلات الاقتصادية، اتجهت نحو الصين لتعويض التقشف الذي نالها بسبب التجارة الأمريكية والاستثمار الأمريكي الذي تراجع، أما بالنسبة لبكين فتعتبر تلك فرصتها الهائلة لتعزيز موقعها في إفريقيا عن طريق مواصلة مساعداتها الضخمة والاستثمار في البنية التحتية بالقارة وضخ مزيد من الاستثمارات في كافة أرجاء القارة. هذه الأموال الصينية يتم دفعها الآن كأرباح لتحسين الأوضاع في القارة، ووفقا لمؤشرات موقع إفروبارومتر، والمسح الذي أجراه فإن تعثر واشنطن داخل إفريقيا وتراجعها عن المشاركة البناءة في إفريقيا، جعل الصين هي المستفيد الأكبر. وأضاف الموقع أنه في السنوات الأخيرة شكلت العلاقات الصينية الجنوب إفريقية علاقة فريدة من نوعها، فجنوب إفريقيا، على وجه الخصوص، تم تحويل سياستها الخارجية بثبات بعيدا عن الغرب وتم توجيهها نحو الصين، خاصة في السنوات الأخيرة، أما الآن، وبعد فوز ترامب، فجنوب إفريقيا لم تعد تنتظر الاعتماد على واشنطن كما فعلت في الماضي ولم تعد تنتظر أن تدعمها واشنطن في المجتمع الدولي. وتابع الموقع: رغم أنه من السابق لأوانه أن تشعر إفريقيا بالقلق حول السياسة الخارجية للرئيس المنتخب ترامب في إفريقيا، فإن جون بودكاست، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ويتواتر سراند، يحذر من أن فوز ترامب يمثل تهديدا للاستقرار في إفريقيا، ويعتبر هذا اتجاه جديد في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، والذي يمكن أن يعيد تشكيل العلاقات الدولية في إفريقيا. وأكد الموقع أن المشهد الحالي يقول إن تصريحات ترامب التي تضر بعلاقات واشنطن بإفريقيا تساعد على استمرار مشاركة الصين في القارة بشكل أكبر وبخطى ثابتة دون خوف، كما كان في فترة حكم الرئيس أوباما، الذي كان يحاول أن يحسن العلاقات مع إفريقيا ويوطدها في مواجهة الصين. ماذا يعني انتصار ترامب؟ يعتبر فوز ترامب انتصارا جيوسياسيا لحكومة بكين، فالصين الآن لم تعد تواجه احتمال سياسات هيلاري كلينتون وإدارتها التخويفية دوما تجاه بكين، خاصة مع الصراع الأمريكي الصيني من أجل السلطة والنفوذ في منطقة المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي، ودعم واشنطن لدول مثل فيتنام وميانمار والفلبين في صراعها ضد الصين، فضلا عن الدعم الأمريكي اللامحدود لحلفائها الإقليميين المجاورين للصين مثل تايوان، كوريا الجنوبية، واليابان، ودعمها لمثل هذه الدول فى الحصول على رادع نووي خاص بهم، مما تسبب فى توترات جديدة بين واشنطنوبكين. كذلك فإن فوز ترامب يعتبر انتصارا للصين داخل إفريقيا من حيث الرد على واشنطن بشأن مدى مصداقية وسائل الإعلام والصحف الأمريكية التى أدانت بالإجماع تقريبا سياسات ترامب وأيدت هيلارى كلينتون فى مواجهته، وهذا من شأنه أن يعزز من جدية الاتهامات التي أطلقتها وسائل الإعلام الصينية لوسائل الإعلام الغربي باعتبارها منحازة لطرف على حساب آخر، وهى نفس الاتهامات التى كانت تلقى ضد بكين، وكذلك ضد العديد من الدول الإفريقية، وبالتالي ستفقد الولاياتالمتحدة مصداقيتها كدولة داعمة للحريات وحقوق الإنسان، بل سيتحول التفكير الإفريقي إلى أن الصين هي دولة الحريات الحقيقية التي حاربتها الولاياتالمتحدة.