وفقاً لتقرير جديد من موقع أفروبارومتر والذي صدر بمناسبة اليوم العالمي للإعلام الإنمائي، قال الموقع: بعد استفتاء الأفارقة عن الوجود الصيني أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية في إفريقيا ونفوذها وشعبيتها كنموذج للتنمية، اتضح أنه على الرغم من الانتقادات التي لاحقت الصين مؤخرًا في وسائل الإعلام بالنسبة لمصالحها وعملياتها في القارة، إلا أن الأفارقة اعتبروا الأنشطة الاقتصادية والسياسية للصين ما هي إلا مساهمة في مجال التنمية الوطنية في القارة، كما اعتبروا الاستثمارات الصينية في البنية التحتية وتطوير الأعمال تمشي جنبًا إلى جنب مع المنتجات منخفضة التكلفة لها، وأن الصين تساهم في رفع القارة بشكل إيجابي. كما جاءت التصورات العامة للأفارقة تجاه الصين إيجابية بشكل عام. وتابع الموقع: استنادًا إلى ما يقرب من 54 ألف مقابلة في 36 بلدًا إفريقيًّا، اتضح أن متوسط هذه الدول اعتبر الصين هي النموذج الثاني من حيث الشعبية من أجل التنمية الوطنية (التي استشهد بها 24٪ من المشاركين)، والتي زادت على الولاياتالمتحدةالأمريكية ب (30٪) فقط ، كما أن هناك حوالي واحد من كل 10 مشاركين فضلوا اختيار القوة الاستعمارية السابقة كنموذج للمساعدة في تنمية إفريقيا، وجاءت بنسبة (13٪). وأضاف الموقع أن البلدان والمناطق الإفريقية تختلف على نطاق واسع في إعجابها بنماذج التنمية المختلفة. فعلى سبيل المثال في إفريقيا الجنوبيةوالشماليةالصين تتطابق مع الولاياتالمتحدة في شعبيتها، وفي وسط إفريقيا الصين تأخذ زمام المبادرة بنسبة (35٪) مقابل (27٪) للولايات المتحدة. أما الخمس دول الجنوب إفريقية (ليسوتو وسوازيلاند وناميبيا ومالاوي وزيمبابوي) فتعتبر جنوب إفريقيا هي نموذج التنمية الأكثر اكتساحًا من الصين وأمريكا بنسبة كبيرة. وأشار الموقع إلى أن الأفارقة يرون أن القوة الاستعمارية السابقة تحمل أعظم التأثيرات الخارجية في بلادهم بنسبة (28٪)، تليها الصين (23٪) والولاياتالمتحدة (22٪). كما أن نفوذ الصين يزيد على القوة الاستعمارية في زيمبابوي بنسبة (55٪)، وموزمبيق (52٪)، والسودان (47٪)، وزامبيا (47٪)، وجنوب إفريقيا (40٪)، وتنزانيا (40٪)، أي أن حوالي ثلثي الأفارقة (63٪) يقولون إن نفوذ الصين هو "نوعًا ما" أو بشكل كبير إيجابي للقارة، في حين أن هناك 15٪ فقط يرون أنه نوعًا ما نفوذ سلبي للغاية. أما البلدان التي حصلت فيها الصين على نسبة مكتسحة فهي مالي (92٪) والنيجر (84٪)، وليبيريا (81٪). كما أن أغلبية ال (56٪) من الأفارقة ينظرون إلى المساعدات الإنمائية التي تقدمها الصين وتلبي احتياجات بلادهم على أنها مهمة جدًّا، ولم تقدمها الدول الكبرى من قبل كما تفعل الصين حاليًّا. وقال الموقع إن أهم العوامل التي تسهم في إعطاء صورة إيجابية عن الصين في إفريقيا هي استثمارات البنية التحتية والتنمية وأعمالها وتكلفة منتجاتها، في حين أن جودة منتجاتها هي التي تعطي الصورة السلبية عن الصين، وتجعل بعض الأفارقة ينظرون إليها بهذه النظرة السوداء، أما الاعتبارات السياسية والاجتماعية فتحتل مرتبة متدنية بين العوامل التي تؤثر على صورة الصين في القارة. الجدير بالذكر أن تقرير أفروبارومتر الشبكة البحثية المهتمة بإجراء استطلاعات عامة على عموم القارة الإفريقية يعتبر هو المقياس الحقيقي للوجود الصيني في القارة ونظرة الأفارقة لهذا الوجود بعيدًا عن تحليلات السياسيين المواقع الصحفية التي أغلبها تهدف إلى مصالح دول بعينها.