قال موقع هفنجتون بوست الأمريكي إن الأثار المترتبة على قارة إفريقيا من نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية سواء فاز دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون، تتضح حاليا من خلال تصريحاتهما ونقاط القوة والضعف التي تخبرنا بها حملاتهم الانتخابية. بالنسبة لترامب، أوضح الموقع أن أقوى المؤيدين له من الأمريكيين الذين يفضلون الرجال والمؤسسات القوية، والقيادة السلطوية التي تحافظ على الكيان الأمريكي وتحارب الإرهاب بحزم وتهيمن على دول العالم وتسيطر على السود الأمريكيين، بل ودعم عودتهم للقارة السمراء، والأفارقة لديهم تجارب مريرة من هذا النوع من التسلط والاستغلال الأجنبي، حتى أصبحت القارة الأكثر تنوع عرقيا وأكثر القارات المنقسمة في العالم. أما بالنسبة لهيلاري كلينتون، تابع "هفنجتون بوست": "من الحزب الديمقراطي الذي يهدف إلى الحفاظ على حدود الدستور وتقاسم السلطة بين جميع الأطراف"، مضيفا أن الدستور الأمريكي في سنة 1789، عدل مواد أبرزها استعباد النساء والعبيد، وبالطبع هم من الأفارقة، الذي يعد اليوم جريمة ضد الإنسانية. تأثر إفريقيا بالسياسة الأمريكية ولفت الموقع إلى أن القارة الإفريقية تعتبر حديثة على الديمقراطية، وتحاول استنساخ أسس وضعتها الدول الكبرى خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية لمفهوم الديمقراطية، ويعتبر الاتحاد الإفريقي وجه الديمقراطية الحديث الذي تحاول دول القارة أن تضع من خلاله رؤية طويلة الأجل، وتمثل في جدول أعمال 2063، الذي يتوخى التكامل الإفريقي بالوسائل الديمقراطية. وأضاف "هفنجتون بوست" أن القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي لعام 2002 يدعم بالإجماع التطور الديمقراطي في جميع دول القارة ال54؛ من خلال الميثاق الإفريقي للديمقراطية وإجراء انتخابات ذات مصداقية، ما يماثل المطالبات المستمرة من 50 ولاية في أمريكا ضد زحف السلطة الاتحادية. دروس الديمقراطية في إفريقيا وأكد الموقع أنه في حالة فوز الديمقراطيين في 8 نوفمبر، فسيؤكد ذلك على نضج الديمقراطية الأمريكية في العديد من الطرق ذات الصلة بالتنمية الديمقراطية في إفريقيا، خاصة أن المكاسب الأكثر وضوحا لإفريقيا تتمثل في المساواة بين الجنسين، مع انتخاب أول امرأة كرئيس للولايات المتحدةالأمريكية. وأردف: معنى هزيمة الجمهوريين، الذين يمثلون فترة الاستعمار، أنهم أصبحوا بعيدين عن الهيمنة التاريخية للجماعة ذات الهوية الواحدة، وأن الغلبة للتعددية الديمقراطية على أساس مساواة أكبر بين عدة مجموعات ذات هويات مختلفة. واختتم "هفنجتون بوست": مع فوز كلينتون، يجب على الاتحاد الإفريقي النظر في سبل جديدة لتعزيز العلاقات مع الأمريكيين من أصل إفريقي، خاصة بعد أن أثبتوا ريادتهم في الولاياتالمتحدة، وأثبتوا أنهم أكثر تأثيرا في سياسات العالم.