حمل ما يُسمّى بالربيع العربي في ظل حكم الاخوان واعوانهم، من كوارث على العالم العربي والإسلامي، جعل العقل العربي يُصاب بالصدمة، الأمر الذي أعاد النقاش على مستوى واسع للغاية، حول ماهية هذا »الربيع« وصُناعه والأدوات التي استعملت لتنفيذ أجندة هذا »الربيع« وبالنظر كما قُلنا لنتائج »الربيع« والتى كانت حمراء إلى أقصى الحدود، جراء النزيف الدموي الذي رافق ولادة »الربيع« والذي لا يزال متواصلا إلى يومنا هذا في شتّى الدول التي هبّت عليها عواصفه، كمصر وتونس وليبيا وسوريا.. فبالنظر إلى هذه النتائج، تأكد غالبية المُتتبعين، والمُحللين، أن الربيع حمل إلينا »ديموقراطية حمراء« وأنه وعوض ما كانت تتأمله الشعوب في مصر وتونس وليبيا بالأخص، من انفتاح على الحريات وحقوق الإنسان، صُدمت وبقوة، بالزعماء الجدد الذين خرجوا من رحم "الربيع" الذين تحوّلوا إلى ديكتاتوريين من الطراز العالي، لا يفهمون سوى لغة ومنطق إلغاء الآخر، وتكميم الأفواه ولو اقتضى ذلك اللجوء إلى قتل المتظاهرين المطالبين بالوفاء بعهود ووعود هذا »الربيع« نتساءل عن سرّ تحالف الغرب المسيحي مع تنظيم القاعدة ومشيخات الخليج وعلى رأسها دُويلة قطر، التي أصبحت الراعي الرسمي والأول للإرهاب في العالم، وأنها العميل الأساسي في اللعبة »الأمريكو صهيونية« التي تستهدف، زعزعة الإستقرار في كل الدول العربية والإسلامية ، ولم يتمكن البعض من فهم دور قطر حتي الان، لكنّني اليوم على يقين تام بأن هذا الدور تجسّد بشكل واضح، إلى درجة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، وصلت إلى مرحلة جدّ متقدمة من الحرج تجاه هذا التحالف الشيطاني، ولم يكن أمامها من حلّ سوى تطليق جماعة جبهة النّصرة في سوريا ووضعها على قائمة الإرهاب، لتحاشي المُساءلة التاريخية، عن جرائمها التي ارتكبتها بالتعاون مع الإرهابيين والوهابيين وعملائها من قطريين وعثمانيين جدد، بحق عشرات الآلاف من المدنيين في ليبيا وسوريا ومصر وتونس واليمن وغيرها، وهنا يجب أن أنوّه إلى أنه لولا الخونة في داخل هذه البلدان لما تمكّن الحلف الشيطاني من تنفيذ مُؤامراته، وأخصّ بالذكر هنا الجماعات "المُتأسلمة" التي وظّفت الدين الإسلامي الحنيف لتمرير المُؤامرة، فإن نحن عُدنا إلى ما وقع في ليبيا، لوجدنا أن »الإسلامويين« هم من نفّذ المُخطط الشيطاني، وفي تونس ومصر، نجح إخوانهم من الإخوان المسلمين في رُكوب الثورة والإستيلاء على السلطة، بدعم مُباشر من العميل القطري، وفي سوريا تجلّت الحقائق بشكل أكثر وضوحًا، حيث لم يعمد الإسلامويون إلى التعاون بشكل مُباشر مع الصهاينة، بل إنهم أصبحوا يسيرون في نفس خطّها ويعدونها بالقضاء على المُقاومة في لبنان التي ألحقت أكبر هزيمة بالعدو الصهيوني، فهؤلاء الإسلامويون، الذين أنتجتهم المخابر البريطانية، للوقوف في وجه المدّ القومي العربي، نجحوا وللأسف ليس في تمكين الغرب والصهاينة من التحكم في مصير الشعوب العربية والإسلامية، بل إنهم نجحوا في تشويه صورة الإسلام لدى الرأي العام العالمي، وبالتالي حقّقوا الهدف الرئيسي للمشروع الصهيوأمريكي. وما دام أن الوجه القبيح والخائن لجماعات مدعي الاسلام قد انكشف، فيتوجّب على عُلماء المسلمين الإفتاء بانهم لا يمثلون الاسلام وانهم مجرد جماعات سياسة، كما يجب على الازهر توضيح وضع مشايخ الفتن أمثال شيخ الفتنة المدعو »القرضاوى« رئيس الإتحاد العالمي للعلماء العُملاء، الذي وصل به الحد إلى تكفير فئات من المُسلمين، وإباحة الإستعانة بالصليبيين لمُحاربة المُسلمين الذين كفّرهم هذا القرضاوي بفتاوى مدفوعة الأجر. وهنا يتوجّب عليّ ان ادعو شعوب مصر وليبيا وتونس وسوريا ومن يسيرون في فلكهما القومي، إلى تأسيس هيكل جديد، يضم الدّول المُقاومة في العالم العربي، وهو الهيكل الذي لن تُقبل فيه عضوية أي مشيخة أو إمارة أنتجها سايس بيكو، فبرأيي أنه لا مجال اليوم لمُمارسة النفاق السياسي، أو ما يُسمّى بالبروتوكول، فالمُؤامرة انكشفت، وأدواتها في العالم العربي أثبتت محدوديتها وجهلها بالإستراتيجيات، ولا بدّ عليها أن تمحي وتزول، ما دام أن اللعب اليوم لا يُشارك فيه إلا الكبار، من أمثال مصر ، سوريا ،والعراق، وإيران والحركات المُقاومة التي لم تُساوم ولم تبع القضية في فنادق الدوحة، وقصور أمراء الخيانة من الخليجيين الذين سيدخلهم "ربيعهم" إلى جهنّم شعوبهم المصير.