أعلنت وزارة الصحة والسكان ممثلة في الأمانة العامة للصحة النفسية، اليوم /الأربعاء/، نتائج دراسة الصحة النفسية بين طلبة المدارس الثانوية وسوء استخدام المواد المخدرة بينهم لعام 2016-2017، وذلك بعد توجيهات الدكتور أحمد عماد الدين راضي وزير الصحة والسكان، باستكمالها بعد توقف دام أكثر من 7 سنوات، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. يأتي ذلك في إطار تطوير خدمات الصحة النفسية في مجال الأبحاث، ولتكوين قاعدة بيانات دقيقة ومتكاملة ومحدثة تلقائياً عن معدلات انتشار الاضطرابات النفسية المختلفة في المجتمع، وجودة الخدمات المقدمة في هذا المجال، وكدلالات عن نوعية الخدمات العامة والمتخصصة في مجال الصحة النفسية. حضر الاحتفالية كل من الدكتور هشام رامي، الأمين العام السابق ل"الصحة النفسية"، والدكتور محمد غانم، الأمين العام الأسبق للأمانة، وممثلون عن منظمة الصحة العالمية، وممثلون عن وزارات التربية والتعليم والشباب والرياضة والعدل، والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وأوضحت الدكتورة منن عبدالمقصود رئيس الأمانة العامة للصحة النفسية - في مؤتمر صحفي بمقر مركز تدريب الأطباء بالعباسية - أنه تم إجراء هذه الدراسة على 10 آلاف و648 طالبا وطالبة من المدارس الثانوية العامة والفنية والأزهرية والعسكرية تتراوح أعمارهم بين 14 و 17 عاما، وذلك في عينة ممثلة من محافظاتالقاهرة "العاصمة"، والمنوفية ممثلة عن محافظات الدلتا، وأسيوط ممثلة عن محافظات الصعيد، لافتة إلى أن العينة كانت مكونة من 41.2% من الطلبة، و58.8% من الطالبات، وبالنسبة للبيئة التي يقيمون فيها 63.3% مجتمع المدينة، و36.3% مجتمع الريف، 0.6 % من البدو. وقالت إنه من خلال الدراسة تبين أن معدل انتشار إدمان المواد المخدرة 0.68%، وقد ظهر معدل الانتشار في الصعيد بصورة أقل من معدلات الانتشار في القاهرة والدلتا، وكان الإدمان أكثر انتشارا بين الذكور عنه بين الطالبات، لافتة إلى أن أكثر المواد استخداما هي "المهدئات" من مشتقات البنزوديازيبين، في حين أن القنب (الطبيعي والصناعي) كان الأكثر استخداما خلال ال 12 شهرا الماضية. وتابعت "عبد المقصود" أن الدراسة أرجعت الأسباب إلى الرغبة في التخلص من المشاكل 3.6%، والرغبة في زيادة التركيز 3.3%، أوبدافع الفضول2.7%، وكانت أكثر المشاكل التي يرغبون في التخلص منها مشاكل التوتر40.9%، أو الشعور بالوحدة 35%، أو المشكلات العاطفية 33.7%، أو العائلية 24.9%. وأوضحت الدكتورة منن أن 29.28% من الطلبة والطالبات يعانون من مشكلات نفسية، تتعدد بين أعراض القلق والتوتر، والتلعثم في الكلام والاكتئاب، وإيذاء الذات بنسبة 19.5% من العينة، والتفكير في الانتحار بنسبة 21.5% من العينة، لافتة إلى أن 33.4% منهم لجأوا للعلاج عند طبيب نفسي، 19.9% لجأوا لصيدلي، و15% لجأوا للأصدقاء. أما عن معدلات التدخين فقد أظهرت الدراسة أن نسبة 10% من الطلبة والطالبات قاموا بالتدخين، كما اتضح أن بداية سن تدخين السيجارة في 44.8% منهم كان بين 11 و14عاما، و16.8 % منهم قبل سن العاشرة، وبالنسبة لاستخدام الإنترنت فكانت نسبة مستخدمي الإنترنت 71.8%، منهم 45.5% يستخدمونها من خلال الهواتف الذكية، وكان الاستخدام الأكثر شيوعا هو مطالعة الفيسبوك 53.1%، يليه ممارسة الألعاب الالكترونية 21.6%، ثم اليوتيوب 17%. ومن جانبه أكد الدكتور هشام رامي الرئيس السابق للأمانة العامة للصحة النفسية أن وزير الصحة والسكان، الدكتور أحمد عماد الدين راضي كان له الفضل في استكمال الدراسة بعد أن توقفت منذ عام 2011، مضيفا أن مشكلة التعاطي والإدمان أصبحت على رأس التحديات التي تعوق التنمية في الكثير من الدول.