يعد سبت النور"سبت الفرح"من الاحتفالات الدينية،ولايقتصر على ممارسة الشعائر الدينية فقط ، لكن يرتبط بعادات تحتفظ بها البيوت المصرية، من عادات الطعام ومعتقدات شعبية متعلقة بالاحتفال، في مقدمتها إعداد الفول النابت ، وإعداد الخبر، وكحل العيون، واعداد تعويذة مشهورة لمحاربة الأرواح الشريرة طوال العام. ومن المعتقدات المتعلقة بالاحتفال تحتفظ بعض النساء بجزء من الفول دون طهي، لرش السلم به في سبت النور، ويقصد بها على العطاء والخير، ويجلب البركة، وتعد النساء في يوم الجمعة العظيمة الخبز المصنوع من القمح فجرا، ويطلق عليه “خبز الرحمة”، استعدادا لزيارة قبور موتاهم، وفي الصعيد والأماكن الريفية يقوم بعض الأهالي حسب كل مكان في يوم السبت اليوم الحامي لباقي أيام العام كما يعتقد البعض، فيقومون فيه بمحاربة العقارب والزواحف والأرواح الشريرة بإعداد تعويذتهم المشهورة في الساعات الأولى من النهار في لصق الأوراق على الحوائط والأبواب وفي مداخل البيوت، وخاصة في المناطق القديمة التي يكثر فيها الزواحف، اعتقادًا بأن تلك الكلمات والتعويذة تحبس العقارب والثعابين وتمنعهم من دخول المنطقة طاردة لها وللأرواح الشريرة، وذلك بداية دخول فصل الصيف الذي تنتشر فيه تلك الزواحف. وطريقة التعويذة هي : " تقطع أوراق متساوية لا تتعدى حجم نصف كف اليد، ويتم كتابة كلمة تتوالى بعدها كلمات بشكل هرمي على أن تنقص كل كلمة عما قبلها بحرف إلى أن تنتهي الكلمات بحرف واحد وترسم حولها دائرة أو مربع، دليل أن تلك الكلمات عندما تراها العقارب أو تقرأها الأرواح الشريرة تحبسها داخل الإطار ولا تخرج منه ولا تقترب من المنازل المحاطة بها، وعادة ما تكون الكلمة "الليعما"، ولا يعلم لماذ اختار تلك الكلمة، وتعد عجينة مكونة من الدقيق والماء في طبق وتقوم بخلطها وتلصق بها الأوراق الموزع على كل المنازل تاركة بين كل ورقة وأخرى مترين أو ثلاثة، وفي بعض الأحيان يحتاج المنزل الواحد إلى 10 ورقات إذا كان قريبًا من منطقة جبلية " بينما تقرع الكنيسة أجراسها. َتبدأ الصلوات في الكنائس من السادسة صباحا حتى السادسة مساءً بلا توقف، ويرتدي الشمامسة زي قاتم اللون، ويفضل الجميع الذهاب باللون الأسود وهم يرددون الألحان الحزينة التي لها أصول مصرية قديمة، وتقوم ربات البيوت بإشعال شموع السبت، أو أضواء السبت، بتردد «سبت النور عيدناه.. عيدناه واحنا فى راحة.. واليهود حزانا.. حزانا»، وتقام فيه الصلوات، ويقوم المصلون بتمرير أيديهم مقابل نور الشموع ومسح وجوههم مع الشعور بالسعادة والسلام والمحبة والطمأنينة. ومن العادات الأشهر في “سبت النور” هي تكحيل العيون، التي كانت عادة مصرية لا تقتصر على الأقباط فقط، بل كانت عادة الجدات والسيدات المتزوجات، إذ يقمن باستخدام الكحل الحامي “البلدي” وهو عبارة عن بودرة سوداء مكونة من حجر كحل وحجر فحم طبيعي ورأس قرنفيل، تطحن هذه المكونات بعناية وتنخل، وبعض النسوة يستخدمن البصل في تطهير مرود المكحلة قبل استخدامه، وهي نفس الطريقة التي تستخدمها السيدات لتكحيل عيني المولود، ويعتقد أن ذلك يوسع عينيه ويطهرهما. وترجع عادة تكحيل عين المولود إلى اعتقاد القدماء المصريين بأن الكحل يساعد في قوة الأبصار، وتحمّل وهج الشمس الشديد حين كانوا يعبدون الإله آمون، إله الشمس، فكان الكحل يحمي أعينهم أثناء النظر لقرص الشمس، كما تتشابه هذه العادة مع ما يقوم به المقدسيون في أورشليم من تكحيل العيون لحمايتها من فج نور قبر السيد المسيح، كما ذكر إدوارد وليم لين، في كتابه “عادات المصريين في القرن التاسع عشر”. ويختتم الأقباط في أحد القيامة صيام 55 يومًا، ويبدؤون بعدها بإعداد الولائم الشهية المكونة من اللحم والمرق، ومع ذلك لا تخلو المائدة من طبق البيض، الذي يرمز كما يعتقد للحياة الجديدة بعد القيامة.