حذرت 11 منظمة أممية وست أخرى حقوقية غير حكومية اليوم الجمعة من تزايد الحاجة الى المتطلبات الانسانية في العراق بشكل واسع النطاق. جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته هذه المنظمات بمناسبة مرور شهر كامل على انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم "داعش" الإرهابي. وقالت المنظمات في البيان المشترك ان اكثر من 59 الف نسمة نصفهم من الاطفال قد نزحوا ويحتاجون إلى المساعدات المنقذة للحياة على وجه السرعة في المناطق التي تمت استعادتها حديثا. وأكد البيان أن أكثر من 40 الف نازح يقيمون الآن في مخيمات رسمية في ثلاث محافظات تدار من قبل الحكومة والأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية. وشرح البيان، أن التطورات الأخيرة في الموصل تزيد ايضا من تفاقم الأزمة الإنسانية في العراق حيث ان هناك 10 ملايين شخص بالفعل في حاجة إلى مساعدات إنسانية في مختلف المناطق العراقية. ولفتت المنظمات الى ان العديد من المناطق التي تمت استعادتها حديثا تعاني من تضرر البنية التحتية المدنية مثل محطات المياه والكهرباء والمدارس والمستشفيات كما أن الخدمات الطبية غير متوفرة في كثير من الأحيان. وتعاني الأسر من الجوع بسبب فقدان سبل كسب العيش وايقاف الإنتاج والإمدادات الغذائية وزيادة أسعار المواد الغذائية في الأسواق فضلا عن تضرر إمدادات مياه الشرب والإنتاج الزراعي وكذلك المعدات الزراعية. في الوقت ذاته يشير البيان الى اضطرار العديد من الأسر لشرب المياه غير المعقمة من الآبار حيث لم يتلق أطفالهم اللقاحات ضد الأمراض ولا يحصلون على التعليم النظامي وكثير منهم في حاجة ماسة إلى الدعم النفسي والإجتماعي. وذكر البيان ان الالغام في المناطق التي تمت استعادتها حديثا وسياسة الأرض المحروقة التي يستخدمها أعضاء الجماعة المسلحة المسيطرة على الموصل تشكل مخاطر فورية وطويلة الأجل على السكان والبيئة. وتوقعت المنظمات في بيانها ظهور احتياجات مالية اكبر في الفترة المقبلة سيما مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير في الليل. كما يشعر العاملون في المجال الإنساني وفق البيان بقلق متزايد حول قدرة الأسر المتضررة من الصراع على الوصول إلى بر الأمان والحصول على المساعدة اذ ان سيناريو حدوث أسوأ الإحتمالات قد يؤدي الى تعريض ما يصل إلى مليون شخص للخطر الشديد المتمثل بتبادل اطلاق النار والقناصة والعبوات الناسفة والطرد القسري والإستخدام كدروع بشرية. ووقع على البيان مكاتب الاممالمتحدة في العراق ومنها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ومنظمة الصحة العالمية ومفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" ومكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية ومنظمة التعاون الإسلامي وهيئة الأممالمتحدة للمرأة ومنظمة الاممالمتحدة للطفولة "يونيسيف" وبرنامج الأغذية العالمي وصندوق الأممالمتحدة للسكان وبعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق. ومن بين المنظمات غير الحكومية العاملة في العراق التي وقعت على البيان منظمة "كير" ومنظمة "العمل على مكافحة الجوع" والمنظمة "الكاثوليكية للاغاثة والتنمية" ومؤسسة "إنقاذ الطفل" ومنظمة "الرؤية العالمية" ومنظمة "مجلس اللاجئين النرويجي". وانطلقت معركة استعادة الموصل في 17 اكتوبر الماضي بمشاركة 45 ألفا من القوات العراقية المشتركة إلى جانب قوات البيشمركة بمساندة طيران التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. وكانت منظمة الأممالمتحدة اعلنت امس الاول ارتفاع أعداد النازحين من مدينة الموصل إلى 54 ألف شخص منذ بدء العملية العسكرية لاستعادة المدينة من تنظيم "داعش".