مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: يواصل مئات الآلاف من النازحين العراقيين الاستفادة من الدعم المقدم من العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز والذي اتخذ قراراً بتقديم منحة استثنائية بقيمة خمسمئة مليون دولار لدعم المساعدات الإنسانية في المناطق المتأثرة بالصراع في العراق. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن هذا الدعم السخي ساهم في تحسين حياة الكثير من الأسر التي تكافح وسط الأمطار الغزيرة والتراجع الملحوظ في درجات الحرارة والشتاء القارس الذي ضرب المنطقة في الأسابيع الماضية. بعد نبأ وفاته، تدفق فيض من التعازي من قادة المجتمع الإنساني في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والذي قال '' أنا ممتن للدعم الإنساني والتنموي السخي من الملك عبد الله ودعمه لشعوب المنطقة العربية والعالم على نطاق أوسع''. وفي بيان لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وهو أكبر منظمة للشؤون الإنسانية، قالت المديرة التنفيذية إرثارين كازين ''لقد عمل الملك عبد الله دون كلل من أجل تحسين حياة شعبه وحياة الأشخاص الذين يعانون بعيداً عن وطنه. لن ينس العالم بأجمع وخاصة الشعوب التي قدم لها المساعدة الدعم الذي ساعد على إنقاذ حياتهم''. وقد أعربت فاليري آموس، رئيسة مكتب الأممالمتحدة للشئون الإنسانية، عن حزنها العميق لوفاة الملك عبد الله وأكدت على التزامه الشخصي في التخفيف عن معاناة الملايين من الناس في العالم. جاء هذا التبرع السخي من الملك عبد الله بن عبد العزيز والمملكة العربية السعودية، والذي أعلن في يونيو الماضي، في وقت تصاعدت فيه أعمال العنف في العراق مما تسبب في موجه نزوح جديدة، وترك الناس في حاجة ماسة إلى المأوى والغذاء والماء والرعاية الطبية. وقد ساعدت سرعة صرف هذه المنحة، التي يديرها مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، إلى 12 من وكالات الأممالمتحدة، و''المنظمة الدولية'' للهجرة، على إطلاق مشاريع الإغاثة 27 في المناطق الأكثر تضررا من العراق، لا سيما في المناطق الشمالية والوسطى. بفضل هذا الدعم، تمكنت وكالات الأممالمتحدة مثل برنامج الأغذية العالمي والمفوضية العليا للاجئين واليونيسيف من العمل جنباً إلى جنب مع المنظمات الأهلية المحلية والعالمية لتقديم مساعدات إغاثية للعراقيين مثل الغذاء والمأوى. تلقى 5.6 مليون من الأطفال تطعيمات ضد مرض شلل الأطفال. حصل أكثر من 1.2 مليون من النازحين العراقيين على رعاية طبية أساسية. كما تمكنت اليونيسيف من توفير المياه الصالحة للشرب ومرافق الصرف الصحي والنظافة الصحية للسكان المتضررين من النزاع. استطاع برنامج الأغذية العالمي إعداد مطابخ ميدانية مؤقتة وتوفير ملايين الوجبات الساخنة. في الأسابيع الأخيرة، تحركت مختلف الجهات الفاعلة، بما في ذلك المنظمة الدولية للهجرة، لتوفير البطانيات وبدائل مأوى أفضل للعراقيين، بما في ذلك مجموعات الشتاء الممولة من المنحة السعودية. من بين أكثر من مليوني نازح، وجد النصف المأوى في كردستان مما خلق ضغطاً كبيراً على الموارد في المنطقة. الأمر الذي أدى بالأممالمتحدة لتقدير الوضع الإنساني بالمستوى الثالث في الطوارئ وهو اعلى تصنيف لأزمة إنسانية. على الرغم من بدء الاستعدادات لفصل الشتاء في يونيو الماضي، أجبرت الزيادة المضطردة في أعداد النازحين خلال الشهور الأخيرة وكالات الإغاثة إلى مضاعفة جهودها. وعملت الأممالمتحدة مع شركاءها من أجل تقديم مساعدات إغاثية مثل الغذاء والمأوى والأدوية، والمواقد وغيرها من لوازم التدفئة وسط ظروف أمنية صعبة وصراع دائر بين مختلف الأطراف. ويعد عدم وجود مأوىً مناسب للنازحين في أنحاء العراق مصدر قلق بالغ هذا الشتاء لاسيما في إقليم كردستان حيث يقيم ما يقرب من نصف عدد النازحين وحيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر وقفاً لتقارير العاملين في الإغاثة. ووفقا لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يحتاج المجتمع الإنساني ما يقرب من 1.4 مليار دولار أمريكي لتوفير الحماية المساعدات الإنسانية ل 5.2 مليون من العراقيين في مختلف أنحاء البلاد خلال عام 2015 بما في ذلك مساعدات الشتاء وذلك في إطار خطة الاستجابة الاستراتيجية.
