قبل نحو ثمانية أشهر، طُرد مسلحو داعش من مدينة تدمر في سوريا بعدما فجروا آثارها، بما في ذلك معبدان وقوس النصر المهيب. والآن تتناثر بقايا محطمة لمنحوتات في تراب بحقل خارج قصر تاريخي في مدينة نمرود الآشورية بالعراق.. دليل آخر على أنهم مروا من هنا. وتعيد بقايا تلك اللوحات الجدارية المتقنة، والتماثيل الضخمة للثيران المجنحة، التي ظلت موجودة في نمرود، منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، إلى الأذهان، إمبراطورية قوية، امتدت عبر الشرق الأوسط، لكن التنظيم الهمجي قام بسرقة بعضها، وتدمير الباقي. فقبل نحو عامين اجتاح تنظيم داعش شمال العراق، وخرب مدن أثرية، ومواقع دينية، وقصور، يعتبرها مسلحوه رموزا وثنية. واحتوى تسجيل مصور بثه أنصار داعش في 2014 على صور للمسلحين، وهم يستخدمون جرافات وحفارات كهربائية لتدمير الجداريات والتماثيل. كما أظهرتهم يجهزون براميل مليئة بالمتفجرات التي فجروها في الموقع على ما يبدو. وبعد نحو عامين، نقلت "رويترز" عن اللواء ركن ضياء كاظم الساعدي للصحفيين، خلال زيارة للموقع، الأربعاء، بعد ثلاثة أيام من استعادة المدينة إنه كان هناك نحو 200 لوحة أثرية. وعند الطرف الشمالي من تلك المدينة القديمة تعلو "زقورة" أو ما تعرف ب"الأهرام الرافدية"، التي هدمت لتتحول إلى كومة من التراب بعد أن سوتها جرافات، على ما يبدو، بالأرض، خلال الشهرين الماضيين، قبيل طرد القوات العراقية مقاتلي داعش، الأحد الماضي.