تشهد القاهرة غدا الأحد قمة مصرية موريتانية ، لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين القاهرةونواكشوط ، حيث وصل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مساء اليوم لمصر في زيارة رسمية لها تستغرق ثلاثة أيام ، لتكون محطته الأولى بعد إعلان نواكشوط عن استضافة القمة العربية السابعة والعشرين يومي 25 و 26 يوليو المقبل ، وهى أول قمة عربية تستضيفها موريتانيا التي انضمت لعضوية الجامعة العربية في عام 1973، كما أنها الأولى للجامعة تحت قيادة الأمين العام الجديد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري الأسبق . ومن المتوقع أن تناقش القمة المصرية الموريتانية عددا من القضايا المهمة،وتنظيم القمة العربية في موريتانيا لأول مرة، إضافة إلى ملفات التعاون الاقتصادى والثقافي بين البلدين . وتتسم العلاقات المصرية الموريتانية بطابع خاص ، فالاتصال والتواصل بين الأشقاء في موريتانيا وأرض الكنانة، كان وما زال مثمرا ومستمرا منذ عهد بعيد يعود إلى ما قبل الإسلام ، وظل التواصل الروحي والفكري الموريتاني المصري قويا عبر الجسور العلمية واللغوية من خلال الدراسة والتدريس في الأزهر الشريف والجامعات والمعاهد المصرية التي خرجت الكثير من الطلاب الموريتانيين . وتشهد العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا منذ الدعم الذي أولاه الرئيس الموريتاني لمصر والدور الذي لعبه في عودتها لعضوية الاتحاد الأفريقي، حين كان رئيسا دوريا له لولايتين متتاليتين ، وتحرص موريتانيا حكومة وشعبا على تعميق العلاقات مع مصر في جميع المجالات وتبادل الزيارات ، وتكن لمصر كل الاحترام والتقدير باعتبارها قلب الأمة العربية ومصدر قوتها. ومن جانبها ، سعت مصر في الفترة الأخيرة إلى تدعيم العلاقات الاقتصادية مع موريتانيا في إطار توطيد علاقاتها الاقتصادية بدول القارة كافة ، ووفقا لإحصاءات الجانب الموريتاني لعام 2007 فقد بلغت قيمة الصادرات المصرية لموريتانيا ما يعادل 96 مليون دولار ، فيما بلغت قيمة الواردات المصرية حوالى 75 ألف دولار ، تفتح موريتانيا أبوابها أمام رجال الأعمال والمستثمرين المصريين بحكم إمكاناتهم وخبراتهم الكبيرة وهناك يوجد شركات مصرية تعمل بالفعل في مجال رصف الطرق. وعقدت اللجنة المشتركة المصرية الموريتانية اجتماعها الأول بالقاهرة خلال الفترة من 8 إلى 12 نوفمبر 2006 برئاسة وزيري خارجية الدولتين وأسفرت عن عدة نتائج منها التوقيع على ست اتفاقات: مذكرة تفاهم للتعاون بين وزارتي الخارجية، اتفاقية تعاون اقتصادي وفني، مذكرة تفاهم للتعاون السياحي، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال التنمية الإدارية، برنامج تنفيذي للاتفاق الثقافي والفني والمهني، اتفاق تعاون بين وكالة أنباء الشرق الأوسط ووكالة الأنباء الموريتانية. والتوصية بدراسة مشروعات اتفاقات تعاون في مجالات: النقل الجوى، النقل البحري، الشئون الاجتماعية، تقنيات الاتصال والمعلومات، التعاون الإداري والفني والجمركي، الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والعمل ولمهمة، التعاون في المجال القضائي والقانوني، التعاون بين الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية وغرفة التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية. والاتفاق على دراسة المقترح الخاص بمشروع إنشاء مزرعة نموذجية مشتركة جنوبموريتانيا، وتفعيل بروتوكول التعاون في ميدان الصيد البحري، ودراسة إمكان إنشاء مجلس رجال أعمال مشترك. وتحرص مصر على تدعيم علاقاتها الثقافية بموريتانيا منذ القرن الماضي من خلال إنشاء المركز الثقافي العربي المصري في موريتانيا عام 1964 ، والذي يقوم بدوره الريادي منذ 45 عاما ، في حمل لواء التعريب ونشر وتوطيد العلاقات الثقافية بين الشقيقتين مصر وموريتانيا ، وبفضل جهود المركز الثقافي المصري دخلت الأجناس الأدبية الحديثة في الأدب الموريتاني، مثل القصة القصيرة والرواية والمسرحية والمقالة والنقد الأدبي وتاريخ الأدب، وبفضله، وبفضل الأساتذة المصريين انتشر الخط المشرقي الجميل في أوساط الشباب الموريتاني الناهض، وبفضله أيضا نجحت تجربة الشهادات الوطنية العربية التي أقرت عام 1974، فكان يوفر المراجع والمقررات المنهجية وينظم دروسا يومية في العلوم والرياضيات والجبر والفيزياء والفلسفة. وتنتمي موريتانيا بحسب التصنيف الاقتصادي المعتمد من قبل الأممالمتحدة إلى مجموعة البلدان السائرة في طريق النمو ، وتمتاز بتنوع ثروتها المعدنية ، والعربية هي اللغة الرسمية للبلاد حسب الدستور الموريتاني, رغم أن اللغة الفرنسية هي اللغة السائدة في الدوائر الحكومية ، والإسلام هو الدين الذي يعتنقه جميع السكان بنسبة 100 في المائة . والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ، هو ثامن رئيس لموريتانيا منذ الاستقلال ، وكان قد التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي من قبل مرتين خلال حضوره حفل تدشين مشروع قناة السويس الجديدة، وفي عام 2014 على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، واستعرض الرئيسان تطورات الأوضاع في ليبيا، وانعكاساتها السياسية والأمنية على دول الجوار الليبي ،و أبدى الرئيس الموريتاني حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع مصر في كافة المجالات، منوها إلى أهمية الحفاظ على دورية انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين، وهو ما رحب به الرئيس السيسي ،وقد تم الاتفاق على التحضير الجيد لتلك اللجنة بحيث تحقق كافة الأهداف المرجوة منها.