أكد أمين عام حلف شمال الأطلسي الناتو ينس شتولتنبرج على ضرورة العمل الجماعي من أجل إيجاد الحلول والتصدي للتحديات المشتركة التي تواجه الدول الأعضاء في مبادرة إسطنبول للتعاون، في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة. جاء ذلك في كلمة لشتولتنبرج - خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد امس الاثنين، مع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح على هامش زيارته الحالية للكويت. وقال شتولتنبرج إن أمن دولة الكويت وأمن الدول الأخرى في مبادرة إسطنبول للتعاون يكتسب أهمية استراتيجية بالنسبة لحلف شمال الأطلسي. وأضاف أن دول العالم اليوم تواجه تحديات جمة على مستويات مختلفة، مؤكدا أن دول مختلفة في الشرق الأوسط تواجه جملة قضايا مثل الإرهاب والتطرف وانتشار تكنولوجيا الأسلحة الباليستية وأسلحة الدمار الشامل. وأشاد شتولتنبرج بدور دولة الكويت القيادي والأساسي في نشر الأمن والاستقرار بالمنطقة عبر تعاونها مع الحلف في مكافحة الإرهاب، وكذلك دورها الإنساني المشهود بتخفيف معاناة الشعوب في مناطق الأزمات. وأكد شتولتنبرج أن الكويت شريك ملتزم لحلف (الناتو)، مشيرا إلى دورها الأساسي في الترويج للحوار السياسي والتعاون العملي بين (الناتو) ودول الخليج. وحول موقف التحالف من اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، أوضح الأمين العام أن الحلف لمس بعض التطورات المشجعة حيال احترام هذه الهدنة، رغم بعض التقارير التي أشارت إلى وقوع انتهاكات للاتفاقية، مشددا على ضرورة احترام جميع الأطراف لهذه الهدنة لوضع حد للأعمال العدائية في سوريا والتوصل إلى حل سياسي، لإنهاء الأزمة التي أدت لخسائر فادحة ومقتل الأبرياء وخلق أزمة للاجئين طال تأثيرها الدول المجاورة لسوريا وبعض الدول الأوروبية. وأعرب شتولتنبرج عن قلقه إزاء تداعيات الهجمات الروسية على سوريا، مؤكدا أهمية توقيع اتفاق لوقف الأعمال العدائية في سوريا بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية. وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، قال شتولتنبرج إن (الناتو) يتابع تطورات الأوضاع في ليبيا، ويثمن جهود الولاياتالمتحدة الرامية لتأسيس حكومة وحدة وطنية، كونها تمثل الخطوة الأولى في طريق تحقيق الاستقرار وإنهاء العنف والتوصل لحل سلمي. وأوضح أن جميع الدول الأعضاء في الحلف هم أعضاء في الائتلاف الدولي لمكافحة تنظيم (داعش)، ولذلك كان لزاما على هذه الدول العمل على تطوير إمكانيات التدريب والمساعدة لتفعيل جهودها في الحرب على الإرهاب. وأكد دعم الناتو المطلق للائتلاف من جوانب مختلفة واستعداده لمزيد من الدعم حيثما يتطلب الأمر، مع التركيز على تمكين الحكومات المحلية وتعزيز قدراتها. وبيّن أن هذه الجهود ليست حربا من الغرب ضد (داعش) فحسب بل هي حرب ضد التطرف والإرهاب بكافة أشكاله، ولذلك كان لزاما على (الناتو) أن تدعم الدول العربية المسلمة كي تقوم بنفسها بمحاربة داعش، موضحا أن الحلف سيزيد الدعم المقدم للتحالف الدولي لمكافحة (داعش). ومن جهته، أعرب وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد عن سعادته لاحتضان الكويت المركز الإقليمي لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومبادرة إسطنبول للتعاون، مشيرا إلى الدور الأساسي لهذا المركز في تحقيق أهداف المبادرة من خلال تعزيز التعاون الثنائي بين دول الحلف ودول المبادرة ضمن مجالات التحليل الاستراتيجي والتعاون العسكري والطوارئ المدنية والدبلوماسية العامة والوعي الشعبي. ولفت إلى دور المركز في متابعة برنامج التعاون الفردي، إلى جانب وجوده كمكتب تنسيقي لمتابعة اتفاقية العبور بين دولة الكويت وحلف شمال الأطلسي، معربا عن تطلعه لموعد افتتاح هذا المركز في الربع الأخير من هذا العام. وأشار المسئول الكويتي إلى تشرفه وشتولتنبرج بلقاء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، امس الاثنين، حيث استمعا لرؤاه الحكيمة حول أهمية توطيد التعاون المثمر بين دولة الكويت والحلف، مبينا أن أمير الكويت أشاد بالجهود المبذولة لتعزيز التعاون القائم بين الكويت والحلف، والنمو المضطرد للعمل المشترك على مدى 12 عاما مضت منذ انضمام دولة الكويت إلى مبادرة إسطنبول للتعاون في عام 2004 استجابة لدعوة حلف شمال الأطلسي. وأشار الشيخ صباح الخالد إلى لقاء رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح؛ حيث أعرب عن الارتياح لمستوى التعاون القائم بين دولة الكويت ودول حلف شمال الأطلسي. وأوضح أن المباحثات استعرضت النمو الثابت في وتيرة التعاون الوثيق بين الكويت ودول حلف شمال الأطلسي، مؤكدين على أهمية مضاعفة الجهود نحو مواجهة التحديات الناجمة عن الظروف والتعقيدات الاستثنائية التي يمر بها العالم، وبالأخص منطقتنا وعالمنا العربي. وأكد أن دولة الكويت كانت أول دولة تنضم إلى مبادرة إسطنبول للتعاون في عام 2004، والتي انطلقت سعيا لتعميق وتعزيز الشراكة بين دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) مع دول الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص، ومن منطلق الإيمان بأهمية الشراكة مع دول حلف الناتو لتحقيق الاستقرار والسلام. وتطرق إلى ما شهدته العلاقات مع الحلف خلال ال12 عاما الماضية من تعاون مثمر في كافة أوجه العمل المشترك بين الكويت والحلف، والذي تنوع ليشمل تبادل الخبرات والتدريب والتعاون في المجالات الأمنية والعسكرية والمدنية والأكاديمية. وقال الشيخ صباح الخالد إن الكويت شاركت من خلال قطاعات البلاد العسكرية والأمنية والمدنية والأكاديمية في أكثر من 90 فعالية في مختلف الدورات وورش العمل والمؤتمرات التي يقدمها حلف شمال الأطلسي منذ انطلاق مبادرة إسطنبول للتعاون تجسيدا للرؤى المشتركة بتعزيز التعاون. ولفت إلى استضافة الكويت في ديسمبر 2006 أول مؤتمر لحلف شمال الأطلسي في المنطقة (المؤتمر الدولي للناتو ودول الخليج- مواجهة التحديات المشتركة من خلال مبادرة إسطنبول للتعاون)، وذلك بحضور كبار القادة والمسؤولين في دول حلف شمال الأطلسي، إلى جانب مشاركة خبرات أكاديمية ومسئولين حكوميين خليجيين، وذلك لفهم أهداف ومحتوى المبادرة وزيادة تفهم دول المنطقة لدور الحلف في العالم.