قالت المحكمة الإدارية العليا في حيثيات حكمها باستبعاد الراقصة الاستعراضية سما المصري من الترشح للبرلمان القادم، 'إن طيب الخصال من الصفات الحميدة المتطلبة في الفرد بصفة عامة، وفي عضو مجلس النواب بصفة خاصة، باعتبار أنه بدون توافر هذه الصفات تختل الأوضاع وتضطرب القيم في جميع مناحي عمله البرلماني.' وأشارت إلي أن طيب الخصال لا يحتاج في التدليل علي نقصه صدور أحكام قضائية خاصة بها، إنما يكفي في هذا المقام وجود دلائل أو شبهات قوية في هذا الشأن، وتلقي ظلالاً من الشك علي شخص المترشح حتي يتسم بسوء الخصال، أخذاً في الاعتبار بيئة المجتمع التي يعيش فيها وطبيعة المهام التي من المفترض أن يضطلع بها.وأكدت المحكمة في حيثيات الحكم، أنها أطلعت علي المقاطع التي حوتها الأسطوانات المدمجة التي تضمنتها بعض البرامج والحوارات التلفزيونية التي أجريت مع الراقصة، وتناولتها الكثير من وسائل الإعلام المختلفة والمتاح مشاهدتها للكافة، موضحة أنه تبين للمحكمة إقدام سما المصري علي مجموعة من التصرفات بما يخرجها عن المسلك القويم والتمسك بحسن الخلق وتوشحها بالحياء اللازم للمرأة. وأوضحت المحكمة، 'وهي أمور يتعين علي أهل الفن الصحيح مراعاتها والتمسك بها، حيث لا يجوز التذرع بالإبداع والابتكار للخروج عن القيم، وإنما يكون الإبداع والابتكار في ظل القيم والأخلاق، وبالتالي لا يجوز التمسك بالإبداع الفني لتبرير ما أقدمت عليه الراقصة، من مشاهد وأفعال أطلعت عليها المحكمة'. وأضافت المحكمة، أنه يتعين لتربية النشء والشباب في المجتمع بما يعينه علي تمسكه بالمبادئ والقيم وليس إهدارها، مشيرة إلي أن هذه هي رسالة عضو المجلس النيابي، إذا أتاها علي وجهها الصحيح وهو ينبري دفاعاً عن قويم المسلك ويفزع لما يؤدي إلي إفساد الأخلاق، وهو ما كانت ترجوه المحكمة أن يتوافر في سما المصري، ولكنها لم تبرهن علي ذلك فيما طالعته المحكمة من مشاهد وحوارات تلفزيوينة منسوبة لها.